شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

خدماتنا

الاستشارات
ادارة الأوقاف
صناديق العائلة
اثبات الأوقاف
الأربعاء 6 ربيع الثاني 1446 / 9-10-2024

“نزوى” كنموذج لدور الوقف في الحياة الاجتماعية بالمدينة العمانية

07108.jpg

07108.jpg

قامت الجمعية التاريخية العمانية مساء أمس الأول في النادي الثقافي محاضرة تاريخية بعنوان “دور الوقف في الحياة الاجتماعية في المدينة العمانية ـ مدينة نزوى أنموذجا” قدمها الباحث خالد بن محمد الرحبي حيث سلط الضوء على دور الوقف في الحياة الاجتماعية في المدينة العمانية ، وقد عرّف الباحث اولا الوقف الذي كان من أهم المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية التي نمت وتطورت في أحضان الحضارة الإسلامية، وكان لها إسهاماتها في تطور المجتمعات الإسلامية، إذ قامت الأوقاف بدور حيوي وملموس على مر العصور، وشملت مختلف جوانب الحياة.
بعدها عرّف الباحث خالد الرحبي بأهمية الوقف وقال : تأتي أهمية الوقف في الحياة الاجتماعية من خلال دوره في تنمية قيم الأخلاق الفاضلة في المجتمع التي من أهمها قيمة الإيثار وقيم البر والإحسان والاحترام المتبادل بين الغني والفقير، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وبما يقدمه من خدمات لأبناء المجتمع في من احتياجات خدمية في وقت لم تقم الدولة بتوفير كثير من تلك الخدمات لأبناء المجتمع ذلك لأنها لم تكن تعدها من ضمن واجباتها التي تلتزم بها تجاه الناس حينها.
وقد استعرض الباحث خالد بن محمد الرحبي الجوانب الاجتماعية التي كان للوقف دور في رعايتها في مدينة نزوى، كإحدى المدن العمانية المهمة عبر التاريخ مستعينا بعدد من الوثائق الوقفية التي تؤرخ لنشاط الوقف في المدينة ، حيث قدم خلاصة عن “تاريخ الوقف في نزوى” و”مصادر تاريخ الوقف في نزوى” إضافة إلى الوقف الاجتماعي في المدينة.
وقد عرّج “الرحبي” إلى نشأة الوقف مستعرضا حديث عبدالله بن عمر عند البخاري: “إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها” ، و قال: فتصدق بها عمر: “أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدق بها في الفقراء، وفي الأقربين وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير متمول” كما جاء في صحيح البخاري.
مضيفا ان “الوقف فلسفة عمرانية تنموية تؤسس استدراكا على انسحاب الدولة من بعض المجالات الأساسية، وتعكس رؤية الواقف للإنسان والكون والحياة”.
وحول التاريخ الوقفي في نزوى تحدث الباحث عن “وقف الإمام الوارث بن كعب (ت 192هـ/807م)”، و “وقف مريم الشجبية (ق5هـ/11م)” ونص الشيخ سعيد بن أحمد بن محمد بن صالح النزوي (ق6هـ/12م)” ، كما تحدث عن “أحداث عام 675 هـ/1276م” ، إضافة إلى حديثه عن “مسائل موجهة للشيخ أحمد بن مفرج(ق9هـ/15م) عن أوقاف نزوى: من امثلتها مال نصفه لمسجد الشجبي ونصفه الآخر للمدرسة التي تحت المسجد ، و”أرض تقعد ويفرّق ثمن القعادة على فقراء حارة من سمد” ، إضافة إلى تقييد الشيخ الفقيه مداد بن عبدالله بن مداد(ق9هـ/15م) للأمطار الغزيرة في نزوى عام (897هـ/1492م) ، ونص محتويات نسخ الوقف المتراكمة.
كما تعرّض الباحث خالد الرحبي إلى مصادر تاريخ الوقف وتحدث عن “نسخ الوقف” ، و”نسخ الأفلاج” ، و”الوثائق الخاصة” ، و”كتب الفقه” ، و”كتب التاريخ” حيث قدم صورا لنماذج من نسخ الوقف ومنها “نسخة البدري (ق10-11هـ/16-17م)” ، و”نسخة الشيخ ناصر بن ماجد الكندي (ق13هـ/19م)” ، و”نسخة الشيخ محمد بن أحمد الكندي” ، و”نسخة الشرجة (سعال نزوى) (ق 12هـ/ 18م)”، كما قدم نماذج من نسخ الأفلاج ومنها “(فلج عين شجب (العين) ق12هـ/18م)” ، و”(وثيقة أفلاج نزوى) ق12هـ/18م” ، و”نسخة فلج الدنين (ذي نيم سابقا) بسعال نزوى”.
كما استعرض الباحث “اوقاف العبادات” والبعد الاجتماعي لأوقاف العبادات (الصلاة والصيام والحارات والقبائل والاسر والعوائل )
مؤكدا على اهمية الوقف الذي يجعل من المسجد مؤسسة اجتماعية عامة من خلال “آبار المساجد” في الشرب ، وغسل الثياب
و سقي الدواب وهذا ما استدل بها نص بيان الشرع “وجائز أن يستعمل بئر المسجد لغسل الثياب وسقي الدواب وكذلك دلوها” إضافة إلى قِرَب ماء الشرب ، والمجائز ، و رعاية الفقراء “أموال الفقراء ، أموال السائل” بطريقة تثبت رقي المجتمع في اسلوب التعامل مع الفقراء.
كما عرّج الباحث إلى المناسبات مستعرضا اهم الأمثلة في ذلك ومنها “تفرق غلتها دراهم في مسجد الحجارة من خراسين نزوى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس يوم الحج الأكبر .. من خمس لاريات إلى ما دونهن ليس له حد محدود” ، و”المال الذي يؤكل غلته يوم الحج الأكبر في مسجد الحجارة ومسجد الشجبي ومسجد شواذنة ومسجد مزارعة من نزوى” ، و” كان الشيخ “محمد بن جعفر يوقد في الجامع الكبير بسمد نزوى وكان أيام مطر في أيام البرد” ، و”إنا أدركنا مسجدنا وهو مسجد الحجارة كانوا يوقدون في برادته التي في جنب الشرق”.
كما قدم الباحث خالد بن محمد الرحبي رؤيته حول “أوقاف رعاية الفقراء” ، و”أوقاف الخدمات الاجتماعية” و”أوقاف عادات المجتمع” ، و”وقف الذرية”. وفي ختام الجلسة تم فتح باب النقاش والأسئلة للحضور من الباحثين والمهتمين ومناقشتها مع الباحث الذي قدم شرحا مفصلا للمداخلات المختلفة حول الأوقاف في نزوى.

المصدر: جريدة الوطن