شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

أوقاف للكماليات !

الخميس 20 ربيع الثاني 1435هـ 20 فبراير 2014م

كنت كتبت أمس عن متابعتي الدائمة للصفحة الأرشيفية لجريدة البلاد التي تَـبُـثّ يومياً شيئاً من حراك مجتمعنا قبل خمسين سنة تقريباً؛ وفي تلك المواد الإعلامية تأكيد على أمرين: أحدهما أن بعض قضايانا المجتمعية لم تُـحَــلّ، وما زالت تتكرّر رغم تعاقب السنين، والآخر أن ذلك الزمن الجميل حَـمَـل الكثير من المبادرات التي غابت اليوم مع أن الواقع ينادي بها!

ومن ذلك صورة نشرتها الصحيفة يوم الخميس الماضي لعملة معدنية من فئة (النّـصْـف ريال) صدرت عام 1392هـ، وقد كتب عليها بخط واضح (وأطعموا البائس والفقير)!!

وتلك الصورة ما هي إلا شاهد على الاهتمام بالفقراء والمساكين، وحَـثّ عموم أفراد المجتمع على مَـدّ يَـد العَــون لهم.

وما أحوجنا اليوم لِـسِـقَـاية فضيلة التّـطَــوع لتنمو وتَـطرح المزيد من الخير؛ فمجتمعنا ولله الحمد سَـخِـي معطاء؛ ولكنه بحاجة لمن يُـصَـمّـم له برامج التطوع التي تسدّ حاجاته التي ليست بالضرورة مَــادّية!!

بل الحاجة للإنفاق على البرامج التي تستثمر في البَـشَـر؛ فمثلاً (أوقاف على صورة مصانع يلتحق بالعمل فيها الشباب بعد تدريبهم، وكذا تمويل دراستهم للتخصصات النادرة التي تتطلبها سوق العمل، وأيضاً تأمين طبي ورعاية مجتمعية للمتقاعدين من المساكين).

تلك مجرد أمثلة لاحت في الخاطر الآن، ولعل المتخصصين والمبدعين لديهم أكثر؛ وأجزم أنها والله أهم من أوقاف للـصّــرف على الكرة والفنون!!

فنعم هذه لها حضورها ووهجها في ثقافة المجتمع أيِّ مجتمع، ولكن لقمة الفقير وسكنه، والمريض ومعالجة سقَـمِـه، وتوفير وظيفة للعاطل تزيل هَـمِّـه؛ أولى من أيٍّ منها مهما كان جمالها!!

فلا يبحث عن الكماليات إلا مَــن شَـبِـع، وسلم من المرض، ونام وقَــد أمّــنَ الستر لأسرته!

أخيراً هَــلّا عدنا لذلك الماضي الرائع؛ فكتبنا على عملاتنا الورقية والمعدنية عبارات تَـوعَــوِيّـة بأهمية الـبِـرّ والـتّــطوع بعيداً عن الكُــرَة والــفَــنّ!!

المصدر: صحيفة المدينة السعودية.