شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

إسهام المرأة الكويتية في دعم مسيرة الوقف (1-2)

الاثنين 24 ربيع الثاني 1435هـ 24 فبراير 2014م

سبق أن بدأنا سلسلة جديدة عن الوقف وروائعه الحضارية والإنسانية تحت عنوان «من إشراقات الوقف»، وتحدثنا في المقال الأول منها عن «الإشراقات الحضارية»، واليوم نعود –والعود أحمد- إلى هذه السلسلة من جديد لأنتقي محوراً مهماً من جوانب الوقف وهو إسهام المرأة الكويتية في دعم مسيرة الوقف منذ بواكيرها في كويت الماضي من خلال عدة اشراقات جميلة.

الإشراقة الأولى: اهتمام الوقف بالمرأة في الحضارة الإسلامية

لقد أولى الوقف عبر العصور الإسلامية اهتماما كبيرًا بالمرأة واحتياجاتها، فمن وقف تزويج الشباب بالفتيات ووقف تجهيز العروس، ووقف إعارة الحلي والزينة في الأعراس والأفراح إلى وقف الحليب للمرضعات ووقف تعريس المكفوفات للمكفوفين، ووقف المرابطات، وهن النساء اللواتي يشددن الرحال الى المسجد الاقصى وتوفى محرمهن هناك، فيبقين في دار خاصة معززات مكرمات حتى يأتي من يأخذهن من محارمهن، بالإضافة الى وقف تأهيل النساء وتدريبهن على اتقان الحرف والعمل.

ولقد حفظ التاريخ بأحرف من نور أوقاف السيدة عائشة أم المؤمنين ووقف اختها أسماء، ووقف أم سلمة ووقف أم حبيبة ووقف صفية رضي الله عنهن أجمعين، وكذلك وقف زبيدة بنت أبي جعفر المنصور زوجة هارون الرشيد رحمهما الله، حيث حفرت آبار الماء من بغداد الى مكة، ووقف خاصكي سلطان زوجة السلطان العثماني لإطعام الفقراء، وغيرهن الكثيرات.

الإشراقة الثانية: إسهامات المرأة الكويتية الوقفية في الماضي

فقد كان ما يقارب نصف عدد الأوقاف القديمة في كويت الماضي موقوفًا من قبل نساء كويتيات فاضلات يؤثرن في أنفسهن ولو كان بهن خصاصة، فقد كن -في ظل عدم خروجهن إلى العمل في المجتمع الكويتي المحافظ – يتبرعن بحليهن من الدنيا وهو ما ورثنه من آبائهن أو أزواجهن أو إخوانهن، صدقات جاريات لوجه الله تعالى.

كما كان للمرأة الكويتية تفاعلها العفوي مع حياتها الاجتماعية وبيئتها المحيطة، ففي حين يخرج الرجل ليشهد صلاة الجماعة في المسجد، فقد تركزت معظم الحجج الوقفية في كويت الماضي من قبل الرجال على المساجد والأئمة والمؤذنين، وبالمقابل وبشكل طبيعي وعفوي، فقد تركزت معظم وقفيات المرأة في كويت الماضي على الفقراء وإطعام الطعام بما يسمى «العشيات والضحايا»، وبما يناسب معرفتها التفصيلية بأحوال الفقراء والمساكين من حولها.

الإشراقة الثالثة: إنجازات الامانة العامة للأوقاف في دولة الكويت في ما يخص المرأة

وفي العصر الحديث حققت الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت إنجازات مهمة للمرأة مثل:

•مشروع من كسب يدي وهو مركز خُصص لرعاية الفئات التي تتقاضى المساعدة الاجتماعية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وذلك لتأهيلهن وإكسابهن المهارات اللازمة للعمل، لمساعدتهن على سد حاجاتهن والاعتماد على أنفسهن.

•وكذلك مشروع حاضنة المرأة الكويتية بالتعاون المشترك ما بين الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وبرنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة والأمانة العامة للأوقاف، الذي يقدم الدعم للعنصر النسائي في الدخول إلى المشروعات الصغيرة لإيجاد جيل نسائي على القدر المطلوب من الانتاجية.

المصدر: صحيفة القبس الكويتية.