استشارات الصياغة والتوثيق
(1)
التعامل مع الصيغ والألفاظ القديمة
الأوقاف القديمة كانت توقف بمبالغ لها قيمتها في وقتها كأن يقول صاحب الوقف: ريال لإفطار الصائم، وريال لمن أراد الحج وهكذا، فهل يستمر إخراج الريال كما في الصك أم تُقدر قيمة الريال في ذلك الوقت بما يعادلها في الوقت الحالي؟
والجواب:
أن العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني، ومن المهم هنا محاولة التعرف على مقصد الواقف، وكونه يقصد الإعانة والمساعدة، أم التكفل بكامل التكلفة؟
ويتبين ذلك بمعرفة تاريخ تحبيس الوقف، ومعرفة تكلفة ما ذكر في ذلك الوقت، كما أنّ الاطلاع على كامل نص الصيغة الوقفية قد يفيد في فهم مقصد الموقف، ولكن ينبغي الأخذ في الاعتبار في مَنْ يحدد المقاصد والمعاني، وفي الوقت الحالي يرجع فيها للقاضي ليحدد النسبة من الإجمالي ويفسر الصك.
وإذا اجتهد الناظر أو مجلس النظارة في توضيح الإيهام الذي قد يكون في صك الوقفية وقدمه للقاضي؛ فما المانع من اعتماد القاضي له إذا اقتنع به، فالنظار يطلبون التفسير، والقاضي سيعتمد إذا اقتنع بالتفسير والبيان، ومن المعلوم أنّ القضاة يجتهدون من خلال كلام الفقهاء في التفسير؛ فإنْ لم يوجد اجتهد اجتهاداً؛ لأنّ القاضي ربما لديه العشرات من القضايا الأخرى، وأصحاب الوقف إذا اجتهدوا في حصر الآراء وتخريج المسألة سَهُلَ على القاضي البت في المسألة وكيفية التفسير والبيان تحتاج إلى دراسات خاصة للأوقاف القديمة.
للتحميل أضغط على أيقونة التحميل