شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

الفكر الإستراتيجي للأوقاف الجامعية

 

كتبه: سهيل بن حسن قاضي

000.000.008

في عالمنا الإسلامي من البدیھي جداً أن تكون شعیرة الوقف تھدف للوصول إلى مشاریع وقفیة سلیمة من الناحیة الشرعیة فضلاً عن الجدوى منھا، العقود الأخیرة شھدت تطوراً بشریاً وإنسانیاً في المجالات الوقفیة من قبل الجھات الحكومیة والأھلیة في العالم، وقد آن الأوان للاستفادة من ھذه التجارب والدراسات والبحوث العلمیة، قبل ثمانیة عشر شھراً قامت لجنة الأوقاف بغرفة المنطقة الشرقیة بزیارة المؤسسات الوقفیة في المملكة المتحدة واختارت لندن كنموذج عریق ُ في مجال العمل الوقفي وتشریعاتھ وإدارة مؤسساتھ، ولقد ضاعف من حجم الاستفادة من ھذه الزیارة الموفقة تنوع الجھات المزارة من حیث أنظمتھا وأنشطتھا، تمثلت بجھات وقفیة عائلیة وزیارة شخصیات متخصصة في الأوقاف، ومراكز بحثیة وأكادیمیة تعنى بالجوانب الوقفیة، ثم ختمت بلقاءات متخصصة بالاستثمار للجھات الوقفیة، الیوم تبدو الحاجة أكبر من أي وقت مضى للجامعات السعودیة وغیرھا من المؤسسات للتعمق بحرفیة في صناعة الأنظمة الوقفیة، ولدینا جھات أعانت جھات عدیدة في أنظمتھا الوقفیة منھا سدكو كابیتال وشركة راشد الھزاع وعبدالله الیحیى ومكتب الریادة الحدیث وغیرھا، استفادت منھا عدة جھات منھا، أوقاف الراجحي، جامعة أم القرى، وقف الملك عبدالله لوالدیه مركز الملك عبدالعزیز للحوار الوطني وغیرھم.

وغیرھم من الخبراء في تنمیة أصول الوقف من عقارات أو مزارع أو شركات أو أفراد أو أسھم أو غیر ذلك، لكل حقبة زمنیة مزایاھا الاستثماریة وكانت استثمارات الأوقاف والجامعیة منھا تنحصر بین الأسھم والسندات وعندما نما حجم أوقاف الجامعات ظھرت الحاجة الى إدارة مستقلة لاستثمارات الأوقاف تلبي المتغیرات الاقتصادیة والسوقیة وتدیرھا بشكل أكثر احترافیة لما للأوقاف من أھمیة بالغة للجامعات لأنھا تدعم استقلالیتھا ونمو عملیاتھا التشغیلیة للوصول الى جودة العملیة التعلیمیة، وتعد جامعة ھارفارد الأمریكیة متمیزة في استثمارات أوقافھا حیث تبلغ ستة وثلاثین ملیار دولار، یلیھا جامعة یل بخمسة وعشرین ملیاراً، یلیھا جامعة تكساس بأربعة وعشرین ملیاراً وتتدرج حتى الترتیب العاشر في الأوقاف الجامعیة حیث تصل جامعة بنسلفانیا وجامعة میتشیجن بما یقترب من عشرة ملیارات وقفیة لكل منھما ویبلغ متوسط معدل النمو السنوي لأكبر عشرة صنادیق وقفیة جامعة أمریكیة 6.8% متأثرة بالأزمة المالیة العالمیة التي وقعت في 2006

ودون الخوض في أي تفاصیل للأزمة فإن الجامعات تھدف في نھایة المطاف إلى تعزیز الاستدامة للاستمرار في رسالتھا الكبرى القائمة على التدریس الجامعي والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

المصدر: صحيفة المدينة