الاثنين 7 جمادى الآخرة 1435هـ 7 آبريل 2014م
تكليف شرعي رباني يدفع لتكوين ذاتي يقوم على نمو الضمير الحي الرقيب الداخلي، ونمو الضمير الحي لم يأت من قبيل الصدفة، وإنما نتيجة تنشئة سليمة وجدانية أخلاقية سلوكية، فكل ما يتعلمه الفرد في الأسرة والمدرسة يبني شخصيته الاجتماعية المسؤولة.
فالتربية الصالحة حجر الأساس ومحور هذا التكوين، فمنذ أن يعي الناشئ في البيوت المتماسكة، يتعلم من والديه المسئولية، من خلال الاهتمام به، ورعايته، وإشباع حاجاته الروحية والمادية والمعنوية. يرى عناية الأسرة به، وبالاهتمام بالأرحام والجيران والمعارف، وتفهم احتياجاتهم ومشاركتهم فرحهم وحزنهم، والمشاركة ليست مادية فحسب، بل وجدانية ومعنوية، فيتربى على تحمل المسئولية الاجتماعية الخاصة والعامة، فتنمو لديه المسئولية المجتمعية الهادفة للصالح العام، ويصبح عضواً فاعلاً في مجتمعه، ومواطناً صالحاً راعياً لذاته ومسئولياته ومسئوليات مجتمعه ووطنه.
المسؤولية الاجتماعية انتماء للمجتمع والوطن وتضامن وتعاون والتزام
فالمسؤولية الاجتماعية انتماء للمجتمع والوطن وتضامن وتعاون والتزام واحترام للقوانين وانضباط، وإخلاص في العمل، وإنجاز وتفانٍ وبذل كل الجهود لإنتاج الجيد.
وتقوية أواصر المحبة في المجتمع الواحد الذي يعتمد على القوى الذاتية.. التي تعتمد اعتماداً كلياً على العقل والعاطفة والتكامل النفسي.
جسد واحد ومشاعر واحدة، وحدة إنسانية شمولية، يقول الحق تبارك وتعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَان» في كل عمل فردي أو جماعي.
وما تقدمه بعض الشركات والمؤسسات -مشكورة- من إسهامات واسعة لخدمة المجتمع، بداية بتحسين ظروف موظفيها ورعايتهم مادياً وصحياً واجتماعياً، وتحقيق سبل الرفاهية لهم؛ أمر يؤثر سلباً وإيجاباً على الموظف، وبالتالي يؤثر على المجتمع الخارجي، فتتحقق أهداف الرسالة النبيلة.
إسهام الشركات ورجال الأعمال والمقتدرين في الأعمال الاجتماعية الخيرية والتطوعية، ورعاية المجتمع وبيئته بالتنمية المستديمة، وبالدعم الاقتصادي وحماية البيئة، بكافة عناصرها، والمحافظة على مواردها، فرض وواجب ديني ووطني، آمل الاستمرار فيه، وسيضاف -إن شاء الله- إلى ميزان حسناتهم.
أتمنى وبأمل كبير..
السعودة وبسرعة.. هذه المشكلة محبطة للشباب ومؤثرة نفسياً واقتصادياً واجتماعياً؛ مما سبب تفشي ظاهرة البطالة، والله العالم هذه البطالة ستنتهي بشبابنا إلى أين؟
زيادة برامج التوعية في المجالات التي تحتاج لتثقيف الشباب مثلاً .. (المرور) فالحوادث أصبحت تشكل رعباً، حصدت وتحصد الكثير من ثمارنا التي تغذت بدمائنا ورويت بعرقنا، فما أن تثمر ويحين قطافها تسبقنا الحوادث وتحصدها، سباق ماراثوني يسرق فرحة عمرنا.
أتمنى على الشركات والمؤسسات خاصة شركة أرامكو.. زراعة مساحات خضراء على الشواطئ.. شاطئ كورنيش الخبر والدمام أسوة بكورنيش سكن أرامكو في راس تنورة.. شواطئ خضراء بمساحات كبيرة محاذية للبحر جمال وروعة!
أتمنى على كل مؤسسة ومواطن قادر يملك الحس الاجتماعي والوعي، إثراء المجتمع بمسئولياته تجاه مجتمعه ووطنه بكل ما يستطيع.. توجيه وتدريب لحماية ثروات الوطن البشرية والثروات الطبيعية حسب تخصصه بمسئولية اجتماعية وصياغة إنسانية مخلصة. فالمسئولية الاجتماعية استشعار أخلاقي إنساني إيجابي.
وليس أدل على وجوب هذه المسئولية، من الأمر بها في كتاب الله الكريم وسنة نبيه -عليه أفضل الصلاة والسلام-.
وصور المسئولية كثيرة تختلف وتجتمع في عمل واحد!! جميعها فاعلها مأجور -بإذن الله-.
“فالساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله،أو القائم الليل الصائم النهار”
وكل سُلامِى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس؛ تعدل بين اثنين صدقــة، وتُعين الرجل على دابته؛ فتحمــله عليهـا أو ترفع عليها متـاعه صدقة، والكلمـــة الطيبـــة صدقـة وتميط الأذى عن الطريق صدقة”
وفي الحديث.. «لقد رأيت رجلاً يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين».
والزكاة ركن من أركان الإسلام. والصدقات من أهم المسؤوليات الاجتماعية، وغياب ثقافة المسئولية الاجتماعية غياب للمفهوم الحقيقي للرسالة التي أمرنا بها.
ثقافة وهمزة وصل بين الفرد والواقع، تحقق التكافل، وتقوي العلاقات وسبل التعايش الاجتماعي السليم، وغيابها يشكل أزمة في المفهوم الحضاري ومنطلقاته الإنسانية.
لذا، يجب على غير المتفاعل المشاركة الفاعلة في الأعمال الخيرية والبرامج التطوعية والأنشطة الاجتماعية، ودعم المشروعات بقدر ما يستطيع، وأن يكثر من رصيده فيها؛ حتى لا يصاب بالغربة عن المجتمع والعزلة.
أذكِّر بأن المسئولية الاجتماعية تكليف شرعي، قبل أن تنطلق بها دعوات وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بمئات السنين؛ لتفعيل دور قطاعات الأعمال في مجالات حقوق الإنسان والعمل والبيئة؛ لمواجهة التحديات.