الأربعاء 29 رجب 1435هـ 28 مايو 2014م
بين الفينة والأخرى تطلع علينا نماذج من الباحثين القطريين المبدعين في مجالات شتى، ديدنهم حب الاطلاع والابتكار والتجديد في تخصصاتهم بما ينفع مجتمعهم وأفراده ، ويحسب لهم التفرد في هذا التطوير الابتكاري وهو مصطلح يعني /التطوير الخلاق/ أي تطوير قيم جديدة للمستفيدين منه لقاء حلول تتجاوب مع متطلبات العصر بطرق متقدمة، وهذا هو موضوع حديثنا اليوم، حيث نلقي الضوء على ابتكار حديث قدمته باحثة قطرية جادة في دراسة مبتكرة في مجال /الوقف/ واعتبر أن التطرق لموضوع كهذا هو نوع من الابتكار الذي يعرف بأنه يستخدم فكرة أو أسلوبا متداولين بطريقة أفضل مما هو معتاد .
البحث المبتكر جاء بعنوان //الوقف المؤقت .. مفهومه ونطاقه ومستجداته – دراسة فقهية مقارنة مع اقتراح صور جديدة لتفعيله/ والذي نالت على إثره الباحثة القطرية نورة سعد البلم درجة الماجستير في الفقه المعاصر من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة .. ولأنه بحث مبتكر فقد أشادت لجنة المناقشة برئاسة د. غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية به وأعربوا عن فخرهم بالبحث، وأكدوا أنه يربط الماضي بالحاضر والتأصيل بالتفعيل وأنه ضارب في أعماق التراث الإسلامي والفقه وأئمته واستيفاءه للشروط المنهجية والبحوث الأكاديمية.
الابتكار في هذا البحث يرتكز في جزئية /تأقيت الوقفِ/ أي تحديده بمدةٍ زمنيةٍ معينةٍ، وهو الذي منعَهُ الجمهورُ وأبطلوهُ، وأجازَه المالكيَّةُ ورجحت رأيِ المالكيةِ بجوازِ /التأقيتِ/ لأنه الأنسب في عصرِنَا الحاضِرِ، للحاجةِ الملحَّةِ إليْهِ، ودافعت عن قناعتها تلك بأن القول بجوازِ /تأقيتِ الوقفِ/ ليسَ على إطلاقِه، بل الأولَى أنْ يُضبَطَ ببعضِ الضوابطِ التي أوردتُها في البحث.
يهدفُ البحثُ المبتكر للباحثة نورة سعد البلم إلى بيانِ مفهومِ الوقْفِ المُؤقَّتِ، وصِلتِه بموضوعِ الوقفِ في عمومِه؛ من حيثُ الأهميَّةِ والدَّلالةِ والأثرِ، ووضعِ الضوابطِ الحاكمةِ للأخذِ به، فضلا عن عرضِ آراءِ القائلينَ بمنعِ توقيتِ الوقفِ، والقائلينَ بالجوازِ، وترجيحِ القولِ الذي قَويَ دلِيلُه مهْمَا كانَ، بما يُوائِمُ مقاصدَ الشريعةِ، والحاجةِ الفعليَّةِ لتطبيقَاتِه في العصرِ الحاضرِ إلى جانب عرضِ تطبيقاتِ مقترحَةٍ، يمكنُ تنفيذُها إِداريّاً عبرَ مؤسساتِ الوقفِ في العالمِ الإسلاميِّ .
ولأنه بحث مبتكر فقد أوصت الباحثة بتفعيل الوقفِ المؤقتِ في قطر من خلال تعديلُ قانونِ الوقفِ بدولةِ قطر، وإضافةُ جوازِ صيغةِ التأقيتِ بجانبِ التأبيدِ، إلى جانب نشر ثقافةِ الوقفِ المؤقتِ من خلالِ التطبيقاتِ الحيةِ عبرَ الإداراتِ الحكوميةِ القائمةِ على شؤونِ الوقفِ،
/الوقفُ المؤقَّتُ/ يتماشى مع التطوُّرِ الذي تشهدُهُ المؤسَّسةُ الوقْفيَّةُ، ويضيف جديدا إلى إنجازات قطر المرحلية، لذا أضم صوتي مع من نادى بأن يكونَ مَرجِعاً علْمِيًا ودلِيلاً للمؤسساتِ الوقفيَّةِ في العالمِ الإسلامِيِّ.
هذا طموح مشروع ، وتبقى مسؤولية تفعيل /تأقيت الوقفِ/ متوقفة على مؤسسة الوقف لدينا للانطلاق به للعالمية . وسلامتكم.