الأربعاء 4 رمضان 1435هـ 2 يوليو 2014م
دعا خبراء ومختصون سعوديون إلى ضرورة الاهتمام باقتصاديات الأوقاف الإسلامية في المملكة والتي تقدر قيمتها بأكثر من 500 مليار ريال، من خلال إنشاء هيئة متخصصة للأوقاف الإسلامية، مؤكدين أن ضعف العائد الاستثماري، وغياب الصفة الاستثمارية عن المنتجات الوقفية، بالإضافة إلى ضعف كفاءة استغلالها أحيانا وتعطيل استغلالها أحيانا أخرى، قد أدى إلى ضعف عوائدها بما لا تتجاوز 1 إلى 5 في المائة فقط من حجم أصول تلك الأوقاف.
واعتبروا في تصريحات لـ”الشرق” لمناسبة صدور قرار المجلس الأعلى للقضاء في المملكة العربية السعودية بتخصيص قضاة للنظر في قضايا الأوقاف واستثماراتها أنه رغم ضخامة المبلغ إلا أن ضعف آليات التعاطي معه يجعله “عبئا” أكثر من كونه موردا إيجابيا فضلا عن أن هناك ما يزيد على هذا المبلغ عبارة عن أوقاف فردية تحتاج إلى التنظيم والتطوير، مؤكدين حاجة الأوقاف إلى التطوير بما يتوافق مع الطرق الحديثة في تنمية وإدارة الأوقاف أو العقارات أو غيرها من أعيان الأوقاف..
وأشاد رئيس لجنة الأوقاف بغرفة تجارة الرياض بدر الراجحي بقرار تخصيص قضاة للنظر في قضايا الأوقاف والوصايا مشيراً إلى إن صدور القرار يعطي دفعة للنهوض بقطاع الأوقاف كما يعكس حقيقة رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرامية لتطوير مرفق القضاء وتسريع التقاضي.
وأضاف أن حجم الأوقاف في المملكة يعكس مدى حرص المواطنين على عمل الخير وحبهم ورغبتهم في عمل المعروف، مؤكداً أن هذه الخطوة ستحفز على إيقاف المزيد من الأوقاف، التي ستسهم في تنمية الوطن وخدمة اقتصاده بما يعود بالنفع على جميع فئاته وشرائحه، مشيراً إلى أن الوقف سنة نبوية وخاصية إسلامية تميز المسلمين عن الآخرين.
وكشف أن حجم التعويضات التي خصصت للأوقاف بمكة المكرمة 60 مليار ريال من بين مجموع التقديرات العام للعقارات المنزوعة لصالح توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي والطرق الدائرية والمشاريع التنموية والتي تقدر بأكثر من 80 مليار ريال.
ومن جهته اعتبر الباحث والأكاديمي د. أحمد عبد الرحمن الشميمري أمين عام منتدى الرياض الاقتصادي أن حجم الأوقاف الإسلامية المقدرة في المملكة يتجاوز 500 مليار ريال، إلا أن عوائدها منخفضة جداً لا تتجاوز 5 في المائة، وقد لا تتجاوز 1 في المائة من حجم أصول تلك الأوقاف، في الوقت الذي تزيد فيه عوائد الأوقاف في أميركا على 20 في المائة، مشيراً إلى أن مشكلة الأوقاف في السعودية تكمن في قدم النظام المعمول بها والتي تقدر بنحو 48 عاما دون أن تطور. باستثناء بعض المواد البسيطة جدا ولم يصل إلى كل الأنظمة واللوائح.
وأوضح أن أكبر الأوقاف الموجودة في العالم تقع في الجامعات الأميركية والبريطانية، مشيراً إلى أن حجم الأوقاف في أمريكا عام 2011 بلغ 31.728 مليار دولار في جامعة هارفرد. وأوقاف جامعة يال وصلت إلى 19.374 مليار دولار. أما في بريطانيا. فحجم الأوقاف في جامعة كامبريدج كان 4.3 مليون جنيه إسترليني. وجامعة أوكسفورد وصلت إلى 3.9 مليون جنيه.