س: ماذا تعني كلمة الصدقة الجارية بالنسبة للميت، وكذلك العلم الذي ينتفع به؟
الأربعاء 17 رجب 1436هـ 6 مايو 2015م
المجيب: سماحة العلامة الشيخ ابن باز
الصدقة الجارية يعني المستمرة التي تبقى بعد موت الشخص وتستمر حسب التيسير؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له) فإذا سبَّل بيتاً مثلاً تصرف أجرته في أعمال الخير، والصدقة على الفقراء، في مساعدة طلبة العلم، في الحج في العمرة في الأضاحي كل هذه صدقة جارية، أو سبل أرضاً تزرع الأشجار، تصرف الأجرة في أعمال الخير، أو دكاناً يعني حانوتاً يؤجر يصرف أجرته في أعمال الخير، كل هذه صدقة جارية، وهكذا لو جعل في بيته شيئاً معلوماً قال: في بيتي كل سنة مائة ريال، أو ألف ريال ويتصدق بها على الفقراء يبقى في البيت والورثة، وهكذا من صار إليه البيت ولو بالشراء يخرج من هذه الصدقة الجارية، وأما العلم النافع معناه تعليم الطلبة تعليم الناس العلم، فالطلبة الذين يخلفهم ينتفع بتعليمهم الناس، يكون له أجر بتعليمه الناس، وانتفاعهم بالعلم هم أيضاً انتفاعهم بالعلم وكذلك نفعه للناس بالعلم بالإفتاء والتعليم والتذكير ونحو ذلك يكون له أجرٌ في ذلك، لهم أجر وله أجر؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فهو له أجر التعليم والدلالة، ولهم أجرهم أيضاً بالتعليم والدلالة على الخير، وفضل الله واسع، هكذا لو خلف مؤلفات نافعة، هو من تعليم العلم أيضاً، الأئمة الذين خلفوا كتباً نافعة أجرهم باقي كالبخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي والنسائي وغيرهم، لهم أجر هذه الكتب النافعة التي خلفوها رحمة الله عليهم، وهكذا كل مسلم يؤلف كتاباً نافعاً مفيداً ينفع الناس له أجر. جزاكم الله خيراً، من ورث مكتبته سماحة الشيخ، أو أهداها إلا إحدى دور العلم مثلاً؟ كذلك إذا كان عنده مكتبة فيها كتب نافعة مفيدة وجعلها في المكتبات العامة النافعة، أو وقف عليها شيئاً من ماله، وكل عليها من يلاحظها ويعتني بها يفتحها للناس يكون له أجر ذلك. جزاكم الله خيراً.
المصدر: موقع الشيخ ابن باز رحمه الله.