شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

ممارسات ..”أوقافنا” تقودنا لمجتمع المعرفة

الخميس 5 جمادى الأولى 1435هـ 6 مارس 2014م

جميلٌ أن يُفتَح للمرءِ بابٌ ليشهد جانبًا من واقعه لم يسبق أن خبره وربما لم يلتفت له من قبل. هذا ماكنت أقوله لصاحبتي حين اصطحبتني لمبنى الإدارة العامة للأوقاف في شارع الوعب، حيث وجدنا الحفاوة والترحيب كضيوف في البداية والاهتمام والتسهيل كباحثات بعد ذلك، مبنى لطالما مررنا به كما مررنا بالكثير من المشاريع التي نسمع أنها وقف ولكنّ كثيرين منا ربما لا يدركون حجم المعاملات المالية والمستندية والمعلومات التي تدار فيها، وحول السؤال البديهي “كيف تتم إدارتها وتنظيمها؟” كان حديثنا يدور مع “الأستاذ حسن” المبرمج في إدارة الأوقاف وأحد أهم المصممين والمطورين لنظام المعلومات الحاسوبي الذي يعد رئة الإدارة تتنفس وتنجز من خلاله.

بهرني حقيقة وجود برنامج خاص بتنظيم عمليات الأوقاف بتعدد أشكالها وحجم ميزانيتها وتنوع معاملاتها، وبعقول تدرك بل وتؤمن بأهمية الوقف ووظيفته في النهوض بالمجتمع وتعزيز مسيرته.

فقد أصبح من المسلمات في عصر المعرفة ومع تطور تكنولوجيا المعلومات أن انسياب المعلومة لم يعد يكفي لدخول عالم المنافسة فضلا عن الريادة، بل تحتاج أي مؤسسة تطمح للريادة في مجالها إلى وضع نظام كامل يدير المعلومات ويدمجها في إجراءات العمل الخاصة بوظيفة وأهداف المؤسسة، ليس فقط ليسهل على مختلف الأقسام تبادل المعلومات بالسرعة المطلوبة وإنجاز العمل في الوقت المحدد، بل للمساهمة في صناعة القرار المناسب والقدرة على إدارة أية أخطاء أو مخاطر محتملة، وهذا ما نجح نظام إدارة الأوقاف التكنولوجي في إنجاز ما يعادل ٧٠٪ من عملياته.

وإنحاز مثل هذا العمل في إدارة لها وظيفة كوظيفة الأوقاف، حتى وإن كانت الأوقاف عامة تقلص دورها نتيجة لضعف وعي الأفراد والمجتمع بأهميتها ودورها، وترسخت بدلا عنها فكرة الاعتماد على الحكومة في كل شؤونهم العامة، إلا أن وجود مثل هذا النظام التكنولوجي المتطور يفتح الفرص أمام كل راغب وطامح ليساهم في نمو مجتمعه وسد ثغرة من تلك الثغرات التي أكثر ما تحتاج لجهد الأفراد ووعيهم بجانب ما تقدمه الحكومة من تسهيلات لسدها وكفايتها.

لقد اطلع على نظام المعلومات التكنولوجي لإدارة الأوقاف عدد من الوفود العربية وبعض الشركات العالمية المتخصصة وأبهرهم جودة وسرعة إنجازه للعمل، وأبدوا شكرهم وإعجابهم به، فأحدهم قال بالحرف: (أنتم تسبقوننا بـخمسين سنة) وآخر طلب وتمنى نقل النظام للعمل به وتطبيقه في بلاده.

وكوننا في قطر نشجع ونسعى لبناء مجتمع للمعرفة مستدام من خلال الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، فمثل هذا الإنجاز الذي يندر وجوده على مستوى العالم كونه يتحكم بعمليات واحد من أهم تشريعات الدين الإسلامي “الوقف” يستحق الاهتمام والدعم ليس فقط من وزارة الأوقاف، من خلال الدعم الفني وتهيئة البيئة المناسبة لتطويره ليحقق أعلى المعايير، بل ومن كافة المعنيين بريادة قطر وتحقيق رؤيتها لعام ٢٠٣٠م.

المصدر: صحيفة الراية القطرية.