الثلاثاء 1 جمادى الآخرة 1435هـ 1 آبريل 2014م
تستمر دبي خطوة وراء أخرى في السير على الدرب الذي يتوجها عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، حيث تم الإعلان أمس عن إطلاق “منصة ناسداك دبي مرابحة” عبر شبكة ناسداك دبي وهي منصة متكاملة في قطاع التمويل الإسلامي تختص في عمليات المرابحة وتوفر خدماتها للبنوك المحلية والإقليمية عبر حـــلول تمـويلية وفق الشريعة الإسلامية.
وتتميز المنصة الجديدة بالموثوقية والاعـــتمادية والسرعة وتنجز معاملات خلال دقائق وأنهت المنصة بنجاح خلال فترة إطلاقها التجريبية معاملات تمويلية بأكثر من 7 مليارات درهم.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي والمشرف العام على مبادرة تحويل دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي أن المنصة الجديدة هي مثال على أهمية وفعالية التعاون بين مختلف المكونات الاقتصادية لدينا في دبي لدعم توجهات الحكومة ورؤيتها في موضوع الاقتصاد الإسلامي.
موضحا سموه أن استراتيجية دبي التي تم إطلاقها قبل عدة أشهر لتصبح عاصمة للاقتصاد الإسلامي تمضي وفق جدولها الزمني وفي عــدة قطــاعات بشكل متواز لتحقيق الهــدف الذي وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيــس الدولة رئيس مجلس الــوزراء حاكم دبي في هذا المجال وخلال المدة الزمنية المحددة وسنستمر خلال الفترة المقبلة بإطلاق المزيد من المبادرات وفق خطتنا الاستراتيجية والتي ستضيف منتجات جديدة وقيمة مضافة للمؤسسات العاملة في إطار صناعات الاقتصاد الإسلامي.
شراكة
وتسعى المنصة الجديدة التي جاءت بالشراكة بين بورصة “ناسداك دبي” ومصرف “الإمارات الإسلامي” لخدمة العدد المتزايد من البنوك الإقليمية عبر توفــير حلول فعالة للاحتياجات التمويلية لعملائهم من المؤسسات والأفراد وتنـــجز المنصة التعاملات خلال بضع دقائق فقط ما يزيل خطر تكبد الخسائر التي كثيراً ما تحدث في إطار التعاملات التقليدية إما بسبب الهوامش أو تحركات الأسعار أو ضعف السيولة.
خبرة
وقد أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئـــيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعــلى لمجموعة طيران الإمارات رئيس مجلس الإدارة في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني التي تمتلك مصرف الإمارات الإسلامي أن خبرة دبي المصرفية والتمويلية العريقة تمكنها من النجاح في تطوير حلول وخدمات تمويلية تجمع بين أفضل الممارسات في أسواق المال العالمية وبين مبادئ التمويل في الشريعة الإسلامية.
وأوضح سموه أن مصرف الإمارات الإسلامــــي وحده قام بإنجاز تعاملات مالية إسلامية بأكثر من ملياري درهم عبر المـــنصة خلال فترة الإطلاق التجريبية وسنـــستمر في توسيع نطاق عملياتها ومـــواردها وعملائها من البنوك الكـــبرى خلال الفترة المقبلة للمساهمة بشكل فعال في تحويل دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي.
خطوة
بدوره قال معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ورئيس مجلس إدارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي ان إطلاق منصة ناسداك دبي للمرابحة يمثل خطوة متقدمة لاجتذاب العديد من المؤسسات المالية لبدء التعامل في مجال المرابحة الإسلامية وفق أنظمة تقنية متطورة ومعايير تجارية متقدمة وإطار قانوني واضح بما يوفر حلولاً مبتكرة لاحتياجات التمويل الإسلامية للمؤسسات والأفراد في المنطقة.
دعم
وأضاف معالي القرقـاوي: اقتصادنا الوطني بحاجة لمثل هذه المنصة ويستطيع استيعابها نظرا لقوة السيولة المتوفرة وحجم التعاملات المالية اليومية ولكن الهدف هو توفير منصة إقليمية وعالمية وترسيخ دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي ودعم كافة القطاعات الأخرى التي تساهم في تشكيل الاقتصاد الإسلامي كالصناعات الحلال والمنتجات والخدمات الإسلامية وغيرها.
فوائد التمويل الإسلامي
تنبع أهمية التمويل القائم على مبادئ الشريعة الإسلامية من عوامل منها أن العمل المصرفي الإسلامي يوفر صيغ للتمويل أكثر قدرة على تعبئة الموارد وتوجيهها للمشروعات التنموية. كما أنه أكثر قدرة على توزيع الموارد على أفضل الاستخدامات لأغراض التنمية .
وأساليب العمل المصرفي الإسلامي كفيلة بتوزيع أكثر عدالة للدخل القومي. كما يساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وخفض التضخم.
محاور المنتجات المتوافقة مع الشريعة
ترتكز طبيعة مخرجات المراكز المالية الإسلامية على مكونات الاقتصاد الإسلامي مثل المصارف الإسلامية، الاستثمار الإسلامي، المنتجات المالية الإسلامية، صناديق الاستثمار، الصكوك، الأسواق المالية الإسلامية، التأمين الإسلامي، الزكاة والمواريث والصدقات، الوقف ومجالات استثماراته، هيئات الفتوى والرقابة الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية.
لذلك فإن وجود أنظمة تحويل العملات ومنصات تداول ذات كفاءة عالية لتداول أدوات الأسواق المالية الإسلامية وكذلك وضوح الأنظمة والقوانين وتطوير آليات الإفصاح والإنفاذ سوف يساعد على إيجاد قاعدة للمستثمرين المتخصصين في مجال أنشطة الخدمات المالية الإسلامية ويعمل على إيجاد سوق مالي يتصف بالثبات والاستقرار المالي.
نمو
تحظى دبي بفضل موقعها الجغرافي وتغطيتها لمنطقة زمنية كبيرة بمزايا فيما يخص توفير منصة تمويل عالية التنافسية لعمليات المرابحة التي يوفرها قطاع التمويل الإسلامي. ويمكن توسعة نطاق خدمات هذه القناة التمويلية الآمنة لتشمل أعداداً أكبر من العملاء في سائر دول العالم.
نمو الصيرفة الإسلامية
تنبع الحاجة إلى تأسيس منصة متخصصة لعمليات المرابحة، من حقيقه النمو الضخم الذي شهده قطاع التمويل الإسلامي العالمي على مدى العقد الماضي نمواً كبيراً، وما رافق هذا النمو من انتشار مجموعة متنوعة من المنتجات المالية في الأسواق الرئيسية في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا.
كما ظهر الاهتمام المتزايد من قبل أسواق مختلفة بالخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وأيضا أبدت المراكز المالية الرئيسية حرصها على دعم نمو هذه الصناعة.
ويتوقع أن تتجاوز قيمة الأصول المصرفية الإسلامية في البنوك التجارية على الصعيد الدولي أكثر من 2 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2014، ومن المتوقع أيضاً أن يصل حجم الأصول المصرفية الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 131 مليار دولار بحلول نهاية الحالي، وفقاً للأبحاث والدراسات الصادرة مؤخراً.
وفي هذا المجال، توقع معهد التمويل الدولي في تقريره الأخير أن تشهد الدول المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً بنسبة 3.2% في العام 2013 وبنسبة 3.9% في العام 2014.
وقال الدكتور غاربس إراديان، نائب المدير لدى معهد التمويل الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومؤلف التقرير: “تواصل الدول المصدرة للبترول باستثناء ليبيا وإيران، بتحقيق معدلات نمو قوية، والمحافظة على تقدم مستقر في تنويع قاعدة إنتاجهم. ولا تزال التوقعات تشير إلى ظروف مواتية.
وقد دعمت وفرة الموارد المالية، والنظم المصرفية السليمة وتطير بيئة الأعمال استثمارات القطاع الخاص والنمو وساهمت في ترسيخ ثقافة التنوع الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي.
وعليه، يتطلع المستثمرون إلى الاستفادة من الفرص الضخمة في السوق الخليجية والتي يصل حجم اقتصادها إلى أكثر من 1.5 تريليون دولار أميركي.