الاثنين 17 ربيع الثاني 1435هـ 17 فبراير 2014م
ينادي الكثير من المختصين في شؤون الوقف، بتنويع مصارف الوقف، وكذلك بتنويع نوعية الوقف مع المتغيرات العصرية، حيث اصبح العرف أن يكون نوعية الوقف لا تخرج عن أرض زراعية أو عمارة سكنية، أو بئر ارتوازية وما شابه ذلك. ولعل بعض المبادرات من الحريصين على إحياء سنة الوقف المعروف في كل عصور الإسلام الماضية، تجعل الكثير من ميسوري الحال تغيير نوعية الموقوف بحسب واقع العصر، وبحسب تنوع موارد المناشط الاقتصادية في زمننا الحاضر. وفي هذا الصدد لاحظ بعض متابعي سوق الأسهم من قوائم اشهر الشركات المساهمة، وتقاريرها السنوية احتفاظ رجل الاعمال الشيخ سليمان بن عبدالعزيز بن صالح الراجحي، بأكثر من 5.16 مليون سهم بنهاية عام 2013، في ” مصرف الراجحي” بعد أن كانت نسبة تملكه لأسهم المصرف تتجاوز ال 301 مليون سهم ما يعادل (20 %) من أسهم المصرف خلال نفس الفترة من العام السابق، حيث تنازل في منتصف عام 2013، عن جزء كبير من أسهمه لصالح اوقاف سليمان الراجحي، لتتراجع ملكيته بتاريخ 18 يوليو 2013 دون ال 5 %، بينما اصبحت ملكية أوقاف سليمان بنهاية 2013 نحو 294 مليون سهم. ان هذا التغير في التفكير بدعم وقف كبير، من رجل عرف في المملكة وخارجها بنشاطه الخيري الواسع، تجعل الكثير يفكر خارج الصندوق في مختلف جوانب الوقف، الذي يعتبر ريعا دائما لا تنتهي دورته الاقتصادية، وايضاً الفائدة منه كعطاء للجهات المستفيدة من مثل هذا الوقف،سواء كان مؤسسات وجهات خيرية، أو حتى أفرادا مستحقين لعوائد الوقف، وما يوفر من أرباح، حيث إن ذلك محفز جيد لرجال الأعمال والميسورين للسير في هذا الاتجاه، أو التغيير بشكل مطور وأفضل في تقديم عمل خيري من خلال الوقف. كما أن لهذا لتوجه تأثيرا مباشرا في الحياة الاجتماعية، وتفيد الوطن والمواطن، حيث ان النشاط الخير من خلال الوقف، يعد ريعاً متواصلاً، وخاصة عندما يقوم على أسس صحيحة، ومن خلال عمل مؤسسي منظم، يعرف اين يوجه مصارف الوقف، ومن المستحق الفعلي لما ينتجه هذا الوقف من أموال.