شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

الأوقاف.. الثروات النائمة

alt

alt

الاثنين 24 رجب 1434هـ 3 يوينو 2013م

لدينا في المملكة أوقاف تقدر أقيامها بمليارات الريالات ولا أظن أنه قد تم توظيفها واستغلالها على النحو الذي يخدم أهداف الواقفين.

كما أن هذا المورد المالي الكبير لم يستثمر كما يجب ليحقق أغراض وأهداف الوقف بحسب مقاصد الشريعة الإسلامية من الوقف، والذي يتم تعريفه كمصطلح بحبس العين عن تملكها للغير والتصدق بالمنفعة على مصرف مباح.

والوقف كما نعرف شامل للأصول الثابتة كالعقار والمزارع وغيرها وكذلك الأصول المنقولة كالمصانع والآلات والأسلحة وفيما عدا الوقف الذري وهو الذي تقتصر منفعته على ذرية الواقف وأقاربه ورغم أهمية هذا النوع من الوقف إلا أن الأهم هو ما يبذل في سبيل الخير إلى الأيتام والأرامل والفقراء من المسلمين دون تخصيص بما يجعل منفعته أعم وأشمل.

والوقف أحد أوجه البذل والخير التي يجدر بخطباء المساجد والوعاظ الحض عليه وتحبيب الموسرين فيه، وقد لاحظت أن ثقافة الوقف مع أهميتها لنا كمسلمين ومع أهميتها لأهل الدثور الذاهبين بالأجور، لكن مع كل هذه الأهمية فإن الوعي بأهمية مقاصد ومعاني الوقف تغيب عنا أو تكاد هذا رغم ما تحققه الأوقاف من أهداف سامية ونبيلة من خلال إشاعة مبدأ التكافل بين أفراد المجتمع وتعزيز فضيلة التراحم وغرس المثل الإسلامية الإنسانية.

إن من الأهمية بمكان أن نعزز التوعية وأن نُعرّف بشكل أكبر بالأوقاف وما يعنيه الوقـف من ضمان بقاء المال ودوام منفعته واستمراره كمـورد لا ينقـطع بخلاف أن تتـوزع أموال الأثرياء حصرياً على ورثتهم.

أيضاً فإن أهل الخير من أصحاب رؤوس الأموال في حاجة إلى تجديد قنوات الوقف بما ينسجم مع المتغيرات التي تسوغ التنويع حتى لا تقتصر الأوقاف على إنشاء المساجد وصيانتها فقط أو طباعة وتحقيق الكتب والأسانيد والمراجع الإسلامية ومدارس التحفيظ، لكن حتى مع أهمية هذه المصارف الوقفية وحتمية الاستمرار في دعمها إلا أن ثمة ضرورة لتخصيص الوقف من جانب أولى في بناء المصحات والمستشفيات وشراء الأجهزة الطبية الخاصة بغسيل الكلى ومنظمات ضربات القلب وتيسير العلاج المجاني أو تخفيض التكاليف للمحتاجين والمعوزين، وكذلك إنشاء معاهد للتدريب الحرفي المهني ومعاهد لتعليم الكمبيوتر وإنشاء المدارس على حساب الوقف.

لا شك أن العناية بالأوقاف وحصرها وتحري ما اندثر فيها تبعاً لانقطاع الورثة يوجب على هيئة الأوقاف حصر الأوقاف وتسجيلها وإعادة استغلالها كما أن تكريس الاهتمام الرسمي والشعبي بالأوقاف وإقامة المنتديات في هذا الخصوص، وتثقيف الناس بهذا الجانب، وزيادة الوعي بأهميته وأنه قيمة ومورد مستمر لا ينقطع كفيل بتعزيز هذه القيمة الإنسانية الكبرى في نفوس القادرين وبلا شك فإن الاهتمام بالأوقاف ورعايتها والعناية بها وتنـويع أوجه الاستـخدام والتوظيف فيها كفيل بإشاعة العدل وتوسـيع قاعدة المنتفـعين من الثروات وتدوير رؤوس الأموال بين القاعـدة العريضة من النـاس، وهذا ما نتطلع لتعزيزه والاهتمام به في بلادنا التي تتوفر على قدر كبير من الأثرياء والموسـرين المنهـمكين في عجلة العمل ويحتاجون إلى من يذكرهم بأهمية هذا المصرف الرابح دينا ودنيا.

المصدر: صحيفة الوطن أون لاين السعودية.