أوراق ملونة / الوقف الإسلامي … شواهد حضارة وجمال عمار(3).
18 محرم 1434هـ 31 ديسمبر 2012م
ازدهرت الأوقاف في العهود الإسلامية ازدهاراً عظيماً، وذلك بسبب كثرة الأموال التي تحصّل عليها المسلمون من الفتح الاسلامي في الأمصار البعيدة، فلعبت الاوقاف الاسلامية الدور الرئيس في بناء المجتمع المسلم فانفق أهل الخير والثراء منها على بناء المساجد والمدارس، وتأسيس المكتبات وطلاب العلم، وإطعام الجائع، وسقاية الظمآن، وكسوة العريان، وإعانة المحروم، ومداواة المريض، وإيواء المشرَّد، وكفالة الأرملة واليتيم،وإنشاء المصحات لعلاج المرضى وإنشاء دور السكن للفقراء وللمساكين»([1]). فكان الوقف يسدّ ثغرات عديدة وكبيرة مما يدخل عادة في صميم مهام الدولة، حتى انشاْ في زمن الخليفة الاموي هشام بن عبدالملك ديوان مستقل للاوقاف يشرف القضاء؛ حفاظًا عليه من أن يُعبَث به، أو أن ينصرف عن شروط وقفيَّتِه، «وهو ما توسع امره بعد ذلك في عهد الخلافة العباسية حين أصبحت للأوقاف إدارة خاصة مستقلة عن القضاء، يقوم عليها رئيس يسمى «صدر الوقوف» وذلك، لضبط أحكام الوقف وطرق التصرف فيه ولحماية أملاكه من الضياع، فخصه الفقهاء بمؤلفات خاصة، وأفردوا له فصولا واسعة في مدونات الفقــه الكبرى. وهذا التطور والتوسع في العناية بالأوقاف أدى إلى قيام الوقف بدور كبير في التنمية الاجتماعية على مر التاريخ الإسلامي»([2]).حتى جاء وصف ابن جبير لها (614 هـ – 1217 م) حين زار دمشق، وأدهشه ما عاين فيها من غزارة الأوقاف، فكتب « إنّ البلد تكاد الأوقاف تستغرق جميع ما فيه». وعرف عن الدولة المملوكية (1250 1517 )» كثرت الأوقاف واتسع نطاقها، لذلك أنشئت فيها ثلاثة دواوين للإدارة والإشراف على الأوقاف أولها ديوان لأحباس المساجد، وثانيها ديوان لأحباس الحرمين الشريفين وجهات البر المختلفة، وديوان للأوقاف الأهلية..وفي العصر العثماني اعتنى السلاطين آل عثمان بالأوقاف بدرجة ملحوظة، وتوسعوا في مصارف ريعه لتشمل كليات الطب والخدمات الطبية لمستشفيات قائمة، مواكبة للتطور والتقدم العلمي في العصور الحديثة ([3]).
المصدر: صحيفة الرأي الكويتية.