شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

355 مليون درهم عائدات أوقاف دبي في 2012

alt

alt

الأحد 11 شوال 1434هـ 18 أغسطس 2013م

أكد طيب الريس مدير عام مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي أن المؤسسة نجحت خلال العام الماضي في تحقيق 355 مليون درهم عائدات إجمالية منها حوالي 162 مليون درهم عائدات تشغيلية ، إلى جانب 115 مليون درهم من عائدات العقارات المؤجرة، مشيرا إلى أن المؤسسة جنت 78 مليون درهم إضافية من استثمارات الأوقاف، ووجهت 22 مليون درهم من أرباحها لخدمة المساجد في دبي، حيث تشرف على صيانة ورعاية 250 مسجداً في الإمارة.

ولفت إلى أن “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر” وضعت حجر الأساس لمشروع وقفي يدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي بقيمة 109 ملايين درهم، جاء ثمرة لتعاون المؤسسة مع “نادي دبي للرياضات الخاصة”، معتبرا الأوقاف جزءاً رئيسياً من العقيدة الإسلامية، حيث تشجع المسلمين على مشاركة أصولهم مع الآخرين، وخاصة المحتاجين، لا مجرد الاكتفاء بتأدية فريضة الزكاة ،منوها بدور الأوقاف وأهميتها الكبيرة في دعم الاقتصاد الإسلامي.

عائدات تشغيلية

وقال الريس : إن “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر” في دبي، تتولى مسؤولية الإشراف على تنمية أموال الأوقاف وتوزيعها بالتعاون مع الجهات المختصة، والمخولة بالعناية بالقصر ومن في حكمهم، موضحا أن الإنجازات التي حققتها المؤسسة في عام 2012 خير دليل على الفوائد العديدة لوجود نظام مركزي مستقل للأوقاف.

وأضاف : نجحت “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر” خلال عام 2012 في تحقيق عائدات تشغيلية بلغت حوالي 162 مليون درهم، إلى جانب 115 مليون درهم من عائدات العقارات المؤجرة. كما جنت المؤسسة 78 مليون درهم إضافية من استثمارات الأوقاف، وفي إطار جهودها الرامية لتحسين مستوى خدماتها التي تقدمها للمجتمع، وجهت المؤسسة 22 مليون درهم من أرباحها لخدمة المساجد في دبي، حيث تشرف على صيانة ورعاية 250 مسجداً في الإمارة.

مشاريع خدمية

وتابع : وضعت “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر” حجر الأساس لمشروع وقفي يدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي بقيمة 109 ملايين درهم، جاء ثمرة لتعاون المؤسسة مع “نادي دبي للرياضات الخاصة”، ويركز بصورة أساسية على توفير المرافق الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة في إمارة دبي، كما أنفقت الأوقاف حوالي 29 مليون درهم من محفظة “سند”، المشروع الخيري المخصص لرعاية الأيتام والقصر وتوفير الراحة والحياة الكريمة لهم، وتم إنفاق أكثر 11 مليون درهم على قضايا اجتماعية مختلفة.

وأشار إلى أنه خلال العام الجاري، وضعت “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر” حجر الأساس لأول مسجد أخضر صديق للبيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،.

ومن المتوقع أن يسهم في إرساء معايير جديدة في مجال إنشاء المساجد في دبي ودولة الإمارات والعالم أجمع، لافتا إلى أن المسجد الأخضر بمساحة 45 ألف قدم مربع وسيتسع لأربعة آلاف مصلٍ تقريباً كما تم تخصيص 60 ألف قدم مربع من إجمالي مساحة الأرض التي بني عليها لزراعة المناظر الطبيعية والمرافق التابعة، لتعزيز راحة المصلين وضمان الاستدامة التشغيلية والحفاظ على الموارد الطبيعية.

قرية العائلة

وأوضح الريس أن “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر” تدير مشروع “قرية العائلة” البالغة تكلفته 150 مليون درهم والذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مبينا أن المبادرة المخصصة بالكامل للأطفال الأيتام،تهدف إلى توفير المأوى والتعليم، والرعاية الصحية والنفسية، والتغذية لليتامى المحتاجين .

وقال : إن البعض يعزو سر نجاح “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر” إلى اعتمادها منهجاً مبتكراً ومعاصراً يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، ولكن الحقيقة غير ذلك، بل يعود نجاحنا إلى التزامنا بأصول الأوقاف الأساسية من خلال التركيز على احتياجات المجتمع والاهتمام بموضوع الاستدامة كجزء أساسي من أنشطتنا وأعمالنا.

وهذه العودة إلى الأصول الأساسية والمبادئ التوجيهية للأوقاف كانت بمثابة القوة الدافعة وراء إنشاء “نور أوقاف”، التي تعد أول مبادرة يتم إطلاقها في أعقاب الإعلان الأخير من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشأن تحويل إمارة دبي إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي.

وأضاف : ستوفر “نور أوقاف”، المشروع المشترك بين “مجموعة نور الاستثمارية” و”مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر”، خدمات مالية متميزة لمؤسسات الأوقاف في مختلف أنحاء العالم بما يسهم في ترسيخ مكانة دبي باعتبارها رائدة قطاع الأوقاف، وستوفر الشركة خدمات البحث والتدقيق، والتحليل المالي، والمساعدة في تحديد وتنفيذ الأهداف الاستراتيجية لـ “مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر”.

المسجد الأخضر

وأنجزت مؤسسة الأوقاف وشوؤن القصر 35% من مشروع مسجد خليفة التاجر، الذي يعد أول مسجد نموذجي في الشرق الأوسط صديق للبيئة ” المسجد الاخضر ” و يتسع لـ 3500 مصلٍ في إمارة دبي.

كما أعلنت المؤسسة أنه تم كذلك الانتهاء من صب مآذن المسجد حتى ارتفاع 23 متراً، إلى جانب الانتهاء من صب خرسانة البلاطة الأرضية في بلوك الوضوء، والانتهاء من أعمال غرفة المحولات التي أصبحت جاهزة للتسليم لهيئة الكهرباء، فيما يجرى العمل حالياً في أعمال الطابوق للجدران الخارجية للمسجد، والتي تم الانتهاء من ما نسبته 80% منها، كما يجرى العمل أيضاً في أعمال سكن الإمام.

وتسير عمليات الإنشاء في أول مسجد صديق للبيئة في المنطقة وفقاً لخطة الإنشاء الموضوعة حيث تم فعلياً إنجاز حجم الإنشاءات المخطط لها في الجدول الزمني للمشروع، الذي يعد باكورة لنماذج المساجد الجديدة في دبي، في إطار تحويل المساجد المستقبلية في دبي إلى مساجد صديقة للبيئة بما يواءم رؤية دبي المستقبلية .

ووفقاً لتطورات عمليات التشييد فإنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من كافة أعمال الإنشاءات في المسجد قبل نهاية مارس 2014 وهو الموعد المحدد لافتتاح المسجد للمصلين ليصبح بذلك أكبر مسجد في إمارة دبي، حيث تبلغ مساحة أرض المسجد 105 آلاف قدم مربع ومساحة البناء 45 الف قدم مربع ويتسع لـ 3500 مصل، وأول مسجد في المنطقة يطبق معايير المباني الخضراء التي تشمل استخدام الألواح الشمسية لتسخين مياه الوضوء.

وسكن الإمام وملحقات المسجد، وإعادة استخدام مياه الوضوء من خلال التدوير والتنقية واستخدامها لأعمال الزراعة ودورات المياه، واستخدام مواد صديقة للبيئة في إنشاء المسجد لتكون متوافقة مع موارد الطاقة المتجددة ونظام العزل الحراري وترشيد استهلاك الطاقة بالإضافة إلى الحد من استخدام الغاز المستنفذ لطبقة الأوزون في أجهزة التكييف، وتخفيض استخدام المياه عبر اللجوء إلى تقنيات حديثة وتحسين أداء نظام التكييف ونقاوة الهواء.

مشاريع العام الماضي

نفذت “أوقاف دبي ” العديد من المشاريع خلال العام الماضي منها مشروع قرية العائلة ، وهو بيت حقيقي لليتامى يوفر لهم جو عائلي مستقر ومتوازن يضم 120 يتيما في دبي، وتتكون القرية من 16 فيلا تستوعب كل منها 8 أطفال ، وتتوافر في «القرية» أيضا حضانة مجهزة للأطفال دون عمر 3 سنوات.

وروضة للأطفال لنشر العلم بين هذه الفئة المهمة في المجتمع، بالإضافة إلى مرفق طبي متكامل مع وجود ممرضة مقيمة في حال حدوث أي أمر طارئ تتوفر منطقة ترفيهية متكاملة للأطفال. كما تم تنفيذ مشروع الأضاحي “مشروع الحلال” في الفلبين وجار العمل على تنفيذ مشروع الإغاثة . وأفادت المؤسسة 168 قاصرا من فئة العجز المادي استفادوا من كسوة العيد.

دور فاعل في المجتمع الإسلامي

قال طيب الريس مدير عام مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي :إن الوقف عبارة عن تبرع دائم، فالمال الموقوف ثابت لا يجوز بيعه ولا التصدق به ولا هبته، وعادة ما يتم استقطاع أرباح الأوقاف وتخصيصها لغرض محدد، كتوفير الرعاية الصحية والتعليم، كما يمكن توظيف هذه الأرباح في صيانة ورعاية المساجد والمستشفيات أو غيرها من الأصول الوقفية.

وأضاف : إن الأوقاف لعبت على مر التاريخ دوراً مهماً في كافة نواحي الحياة في المجتمعات الإسلامية، سواء كان الأمر يتعلق بدفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال تأسيس المرافق التعليمية، أو تلبية متطلبات الطلاب والمعلمين، أو رعاية الأيتام والمرضى، أو إطلاق مبادرات تهدف إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي، مثل صيانة المساجد والاهتمام بها، أو حتى العناية بالحيوانات الأليفة الضالة.

تنوع اقتصادي

وأوضح أن ظهور الأوقاف ساهم في توفير فرص عمل وتحسين البنية التحتية وتعزيز التنويع الاقتصادي، وساهمت هذه المنافع مجتمعة في تخفيف حدة الفقر وتحسين جودة حياة أفراد المجتمع،وفي القرن السادس عشر، تراجع دور مؤسسات الأوقاف بسبب استعمار الأراضي العربية، ما جعل الأوقاف أكثر ضرورة من أي وقت مضى.

وتابع : لم يتغير شيء في المجتمع الاسلامي حتى الان، ففي حين أن الحاجات الأساسية لمجتمعنا ما زالت كما هي، فإن تزايد عدد السكان يضع ضغوطاً على الخدمات الاجتماعية، حيث تسعى الحكومات لكبح جماح الارتفاع في تكاليف الرفاه الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن الكثيرين استفادوا من نمو الثروات ويعيشون حياة رغيدة في العصر الحالي، إلا أن هناك احتياجات مجتمعية مستمرة وهنا، يمكن للأوقاف أن تلعب دور المنفذ لهما، فقد تساعد في تخفيف العبء عن كاهل الحكومات ومشاركة المجتمع في تأمين المتطلبات الأساسية .

حسابات مصرفية

وأوضح أن عملية إدارة الأوقاف في العديد من البلدان،لا تتم وفق الأصول، فالأموال التي يمكن الاستفادة منها لتحسين حياة أفراد المجتمع، تقبع في الحسابات المصرفية، بينما يتم تجاهل الإيجارات والتقاعس عن جمعها، لتكتفي الاستثمارات الوقفية بتوليد عوائد لا تسمن ولا تغني من جوع، وهو أمر لا بد من تغيير، لكي تكون إدارة الأوقاف فعالة، تحتاج إلى نظام مؤسسي فعال يوجهها ويساعد في تحقيق عائدات مستدامة لا تقتصر فائدتها على المحتاجين في وقتنا الحاضر، بل تستفيد من منافعها الأجيال القادمة أيضاً.

مبادرة نور أوقاف للاستفادة الكاملة من ذبائح الأضاحي

أكد طيب الريس مدير عام مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي أن “نور أوقاف” ستعمل على إدارة لحوم الأضاحي، في أول مشروع من نوعه يهدف إلى معالجة القضايا المتعلقة برعاية حيوانات الأضاحي التي يتم نقلها من مناطق بعيدة بغرض التجارة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستضمن الاستفادة الكاملة من ذبائح عيد الأضحى والمنتجات الثانوية دون رمي أي من بقاياها.

حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن جزءاً كبيراً من الحيوانات التي يتم ذبحها خلال عيد الأضحى ترمى في مكبات النفايات. وأضاف الريس: إن “نور أوقاف” دخلت في اتفاقية مع نيوزيلندا، أحد أكبر منتجي اللحوم الحلال في العالم، وستتواصل الشركة مع المسلمين في مختلف أنحاء العالم من خلال موقع إلكتروني يمكنهم من خلاله شراء حيوانات الأضحية.

وبعد إتمام هذه العملية، تقوم “نور أوقاف” بذبح الأضحية بالنيابة عنهم، ما يضمن لهم مراعاة شروط الذبح الحلال، لافتا إلى أنه سيتم تقديم اللحوم الحلال المعالجة والمعبأة في أكياس محكمة الإغلاق، لوكالات الإغاثة في جميع أنحاء العالم للمساعدة في إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية والمجاعات.

وتابع :لضمان الاستفادة الكاملة من الأبقار والأغنام المذبوحة، سيتم بيع المنتجات الثانوية لمنشآت صناعة الصوف والمواد الجلدية والتجميلية والدوائية الملتزمة بمعايير المنتجات الحلال، بما يساعد في تحقيق عائدات إضافية ستوفر المزيد من أموال الأوقاف.

وأوضح أن “نور أوقاف” ستدعم الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة دبي باعتبارها مركزاً لقطاع اللحوم الحلال، للمساهمة في إنشاء إطار تنظيمي للمنتجات الحلال، الأمر الذي يبسط عمليات اعتماد اللحوم الحلال، وسيساعد في تقليل تكاليف المنتجات التي تراعى فيها شروط الذبح الحلال وتسهيل الحصول عليها.

أوقاف دبي تسعى إلى معايير جودة عالمية

تشمل الأهداف الاستراتيجية لـ”أوقاف دبي “أن تكون المعايير المالية والإدارية من الجودة والدقة بما يقارن مع أفضل المؤسسات في العالم، وإدارة استثمار كفؤة للمحافظة على الأصول وتنميتها، وكذلك استقطاب الأصول والأموال الوقفية وتفعيل المصارف الوقفية التي تخدم احتياجات المجتمع، بالإضافة إلى تأهيل وتمكين وحماية مصالح كل قاصر ليكون عضواً فاعلاً يساهم في بناء المجتمع، وأيضا استقطاب أفضل الكوادر البشرية وتنميتها والمحافظة عليها، وتحقيق الاعتماد الذاتي لتغطية مصاريف المؤسسة.

المصدر: صحيفة البيان الاماراتية .