شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

لماذا حسين بن علي الرومي؟ (2 – 2)

الخميس 16 صفر 1435هـ 19 ديسمبر 2013م

نستكمل اليوم بقية جوانب التميز في شخصية المرحوم بإذن الله تعالى حسين بن علي الرومي.

ثانياً: لأنه لم يتخلف عن العمل الوطني، فقد شارك في معركة الصريف عام 1318هـ، 1901م، كما شارك في معركة جَوْلبَن عام 1904م، مع الشیخ جابر المبارك الصباح، ومعه عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربیة السعودية الشقیقة فیما بعد، وكذلك شارك في معركة الجهراء، يوم 26 محرم 1339هـ، 9 أكتوبر 1920م، وهي المعركة التي استشهد فيها ابن أخيه علي بن شملان يرحمه الله وهو في ريعان شبابه.

ثالثاً: لأنه لما عمل وشقیقه شملان في تجارة اللؤلؤ امتداداً لمهنة والدهما، وأصبحا من أكبر التجار في هذا المجال، أرسل ابنه علیاً إلى باريس لبیع اللؤلؤ عام 1930م، فكان أول كويتي يسافر إلى باريس لتجارة اللؤلؤ منذ نحو 70 سنة، ومعه عیسى الصالح القناعي، رحمه الله بصفته مترجما، ثم سافر حسین بنفسه إلى باريس للغرض نفسه عام 1931م ومعه ابنه يوسف بن حسین، وعیسى الصالح القناعي أيضاً، فكان أول من قطع الفيافي والقفار شمالاً لتصريف اللؤلؤ بعد أن انقطعت مصارفه شرقا وجنوبا بل يكاد يكون الوحيد.

رابعاً: لأنه – من جهة أخرى- كان هو وشقيقه شملان رحمهما الله يخرجان الزكاة، ويعمران المساجد، ويستضیفان علماء الدين، ويساعدان حكام الكويت مادياً ومعنوياً إلى جانب كبار التجار، كغیرهما من التجار والنواخذة في ذلك الوقت، وكان بیتهما وديوانهما مفتوحین للفقراء والمحتاجین والضیوف وإطعامهم طوال أيام السنة، ناهيك عن ولائم إفطار الصائمين في شهر رمضان المبارك.

خامساً: لأنه عُرف بالكرم والسخاء وخدمة الوطن وإيثار غیره على نفسه، حتى بعد ذهاب ثروته إثر كساد تجارة اللؤلؤ، ومن الوقائع التي تروى عنه في ذلك المقام أنه في إحدى اللیالي استیقظ مبكراً قبل الأذان الأول لصلاة الفجر بوقت طويل، وكان الجو غیر صافٍ، فشاهد سواداً ظنَّه ضیوفاً نزلوا تلك اللیلة قرب مخیمه ونصبوا أخبئتهم، فأيقظ رجاله وأمرهم بذبح الذبائح، وجهز وجبة عشاء لهؤلاء الضیوف، وبعد أن انتهوا من إعداد الطعام ذهبوا به إلى حیث أشار، وإذا بهم لا يجدون في مكان ذلك السواد إلا شجیرات العوسج، ولهذا السبب أطلقوا علیه رحمه الله لقب «إِمعْشِّيِ العَوْسَجْ».

سادساً: بل كان رحمه الله شهماً يشهد الجميع بشهامته حين آثر وأخوه شملان إسقاط الديون عن كل البحَّارة الذين كانوا يستدينون منهما قبل الدخول إلى رحلة الغوص لتجهيز بيوتهم باحتياجاتها الأساسية قبل السفر، بحيث يوفونها له من نصيبهم من محصول الغوص في نهاية الموسم، فلما كسد اللؤلؤ كانت الديون مستحقة عليهم مهما كانت الأسباب، وكان من الممكن مصادرة بيوتهم، إلا أنهما اسقطا كل ديونهما عند الآخرين وعلى رأسهم الغواصون والبحارة، فأنقذا بيوتاً كثيرة من الهدم والتشرد.

وقد توفي المحسن حسین بن علي الرومي صباح يوم الإثنین 3 رمضان عام 1355هـ الموافق 16 نوفمبر 1936م وعمره نحو 68 سنة هجرية، بعد حیاة مملوءة بالعمل الطیب والكفاح.

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجعل كريم إحسانه في میزان أعماله.

المصدر: صحيفة القبس الكويتية.