الخميس 23 صفر 1435هـ 26 ديسمبر 2013م
حلّت الذكرى الرابعة عشرة لوفاة المحسن عبد الجليل محمود الباقر العبدالله يوم الخميس الموافق الثامن والعشرين من شهر نوفمبر. وبهذه المناسبة العطرة نذكر بإحسانه تكريما له، ودعوة للاقتداء به في خلقه وعطائه.
ولد المحسن عبد الجليل محمود الباقر في منطقة الميدان بالكويت القديمة، في عام 1336 هـ/ 1917م، وقد توفي والده وهو صغير، فتولت جدته لأمه وأخواله رعايته في فريج سعود بمنطقة القبلة المجاورة.
وقد تلقى المرحوم عبد الجليل الباقر تعليمه في المدرسة المباركية، غير أنه لم يكمل تعليمه واتجه إلى العمل لمساعدة والدته وإخوته لأمه، أبناء المرحوم علي المهيني، الذي توفي وتركهم أطفالاً صغاراً، فانطلق إلى العمل في البحر مثل غالبية أهل الكويت حينئذ.
وبعد فترة من العمل في التجارة البحرية في الخليج بين الهند والكويت وزنجبار والعراق.. عمل المحسن عبدا لجليل الباقر في شركة النفط، وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم تزوج، ورزقه الله تعالى بذرية طيبة: ثلاثة عشر من الأولاد (ست بنات وسبعة بنين).
وبعد ذلك انتقل عبد الجليل الباقر للعمل في الجمارك عام 1953م، حتى صار أمين مستودعات، ثم تقاعد وعمل مع خاله مبارك الحساوي مديرا عاما، ووكيلا عاما كذلك على جميع أعماله. ثم اتجه إلى تجارة العقارات ففتح الله عليه من أبواب فضله.
وامتاز المحسن عبد الجليل الباقر بخصاله الحميدة وأخلاقه الطيبة، ولا أدل على ذلك من أن المسافرين في البحر كانوا إذا خافوا على أموالهم ومصوغاتهم وضعوها عنده، وكان محسناً ومبدأه في ذلك أن «صدقة السر تطفئ غضب الرب». ولذلك، لم يعلم أولاده والمقربون منه بالكثير من أعماله الخيرية إلا بعد وفاته.
وكان له دوره الوطني كذلك إذ إنه أثناء الاحتلال العراقي الظالم للكويت كان يتعهد بعض المحتاجين داخل الكويت وخارجها، حتى أنه أعطى بعض من مروا عليه منهم كل ما في بيته من مال نقدي.
وتحركت نفسه لبناء بيوت الله، فبنى – رحمه الله – مسجداً جميلاً بمنطقة الشهداء في جنوب السرة، وفاء لزوجته ورفيقة دربه وبقية أهله، وسماه مسجد فاطمة محمد العبدالله يرحمها الله، وذلك في 20 ذي القعدة عام 1422هـ، الموافق 2 فبراير عام 2002م، من أموال وصيته – رحمه الله – التي أوصى فيها بأن يتم بناء مسجد جامع في هذه المنطقة.
كما بنى المحسن عبدالجليل محمود الباقر – رحمه الله – مسجداً آخر صدقة جارية على روح أمه الطاهرة – رحمها الله- وأخفى حتى عن أبنائه مكان هذا المسجد واكتفى بأن صرح لهم بأنه في إحدى الدول العربية!
وقد ترك الراحل وصية بعد وفاته تكون وقفاً خيرياً، يظل ممتد الأثر ونهراً لعمله الذي لا ينقطع إن شاء الله.
وبعد حياة حافلة بالعمل والعطاء في سبيل الله تعالى توفي المرحوم عبد الجليل الباقر العبدالله في يوم 20 رجب عام 1420هـ، الموافق 28 نوفمبر عام 1999م.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله في ميزان حسناته.