شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

«زكاة الشامية» : الكويت أسست 90 في المئة من مساجد ألبانيا

الخميس 1 ربيع الأول 1435هـ 2 يناير 2014م

أعلن مدير لجنة زكاة الشامية والشويخ التابعة لجمعية النجاة الخيرية سالم الحمر انطلاق أول إذاعة للقرآن الكريم في ألبانيا بدعم من اللجنة وبالتعاون مع الحكومة الألبانية، لافتا إلى أن تكاليف المشروع التأسيسية والتشغيلية بلغت 40 ألف دينار، وهي تبرعات المحسنين الكويتيين.

وقال الحمر خلال مؤتمر صحافي عقد بجمعية الصحافيين بهذه المناسبة «إن إنشاء إذاعة للقرآن الكريم في ألبانيا مشروع نوعي في سبيل خدمة الدعوة الإسلامية في بلاد البلقان والعمل على إعادة هذه الدول إلى هويتها الإسلامية بعد أن كان الحكم الشيوعي قد مسخها».

ولفت إلى أن الإذاعة «بدأت بثها الاذاعي بالفعل من منطقة ألباسان وستغطي نصف تعداد السكان في ألبانيا والذين يبلغ عددهم مليوني نسمة في المدن الرئيسية بما فيها العاصمة تيرانا، مؤكدا أن الهدف من إنشاء هذه الإذاعة هو إعلاء كلمة لا إله الله محمد رسول الله، وهي تجربة دعوية رائدة، مشيرا إلى أن طاقم العمل من المذيعين والمعدين هم من خريجي كلية الشريعة بدولة الكويت، وكذلك من خريجي كليات الشريعة في المدينة المنورة ومنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، ومنهم من يعمل أئمة وخطباء ودعاة في مساجد ألبانيا. وأوضح الحمر أن المواد والبرامج الإذاعية ستكون على نمط إذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت، موضحا أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ستبث باللغة العربية ولكن شرح معانيها سيكون باللغة الألبانية. وتابع: حرصنا على أن تكون الإذاعة مرخصة بشكل رسمي ولا تكون مخالفة للقوانين الألبانية، مشيدا بتعاون حكومة ألبانيا في تقديمها كل التسهيلات للعمل على استمرارية هذه الإذاعة، مثمنا في الوقت ذاته دور سفارة الكويت هناك وما قدمته من دعم لعمل اللجنة وتسهيل انطلاقة الإذاعة، حيث حضرت السفارة افتتاح الاذاعة رسميا.

وبين أنه لضمان استمرارية الإذاعة فإن تمويلها سيكون في الأساس من ريع عدد من الأوقاف التي سيتم إنشاؤها هناك، متمنيا أن تؤتي هذه الإذاعة ثمارها في دعم العمل الدعوي وخدمة الدين الإسلامي هناك وأن تكون سببا في هداية الكثيرين إلى دين الله من ألبانيا.

بدوره، قال أمين سر اللجنة أحمد الجسار «نتيجة لغياب دور الدولة وضعف أداء مؤسسات المجتمع المدني تصاعدت خلال الآونة الأخيرة الصيحات التي تطالب ببذل الجهود اللازمة للحفاظ على تماسك البنيان الاجتماعي للأسرة الألبانية الذي تعرض لتصدعات كثيرة خلال المرحلة الانتقالية الحالية التي يمر بها المجتمع الألباني منذ سقوط النظام الشيوعي، فمنذ الاستقلال عن تركيا في عام 1912 تعرض المجتمع الألباني لثلاث موجات عاتية عصفت به وتركت بصماتها على الخريطة الاجتماعية والثقافية للمجتمع الألباني: الأولى هي موجة التغريب إثر انفصال ألبانيا عن تركيا، وهدفت إلى الانفصال عن الشرق الإسلامي بكل مفرداته والانتماء إلى الغرب العلماني بكافة مظاهره، والثانية موجة الإلحاد على يد الحزب الشيوعي إثر تسلمه الحكم بعد انتهاء الحرب الثانية، والتي استهدفت بشكل أوسع الهوية الإسلامية للمجتمع الألباني، وبناء مجتمع جديد على أساس المفاهيم الماركسية، أما الثالثة فهي موجة التغريب مرة أخرى والتي يمر بها المجتمع الألباني حالياً منذ سقوط النظام الشيوعي في عام 1990 والانفتاح التام على الغرب بلا ضوابط. وأضاف الجسار: «كل هذه المتغيرات كانت تخلق دائماً أوضاعاً جديدة داخل المجتمع الألباني انعكست بصورة مباشرة على الأسرة الألبانية المسلمة المعروفة بتدينها وترابطها القوي وتمسكها بعاداتها وتقاليدها الأصيلة، الأمر الذي دعانا في لجنة زكاة الشامية والشويخ بجمعية النجاة الخيرية إلى التفكير في تبني مشروع خيري له أثره واستمراريته في نفع المسلمين بالبلقان، لذلك ارتأت لجنة زكاة الشامية والشويخ بالتعاون مع مركز العلاقات الدولي بمدينة الباسان بألبانيا إنشاء إذاعة القرآن الكريم لسد الفراغ الإعلامي الديني.

وذكر أن المشروع يستهدف المجتمع الألباني عامة، ومحافظي ألباسان وتيرانا لنشر الدين الإسلامي والقرآن الكريم والثقافة عبر جهاز الراديو، وتحقيق الريادة في كل مجالات العمل الخيري الإسلامي والعمل على خدمة كتاب الله تعالى في كل مكان بالعالم بأحدث الطرق التقنية، كاشفا عن نية اللجنة إطلاق اذاعة أخرى للقرآن الكريم في هولندا لتغطي بلجيكا، إضافة إلى المناطق التي تتحدث الهولندية.

وأوضح الجسار أن الكويت كانت ولا تزال هي المبادرة في دعم وإنشاء المشاريع الخيرية ذات الثقل الدعوي والحضاري والتي يسطرها التاريخ في أذهان الشعوب والدول الأخرى، وقد أسست وحدها 90 في المئة من مساجد ألبانيا، وإطلاق إذاعة القرآن الكريم بها يعني أن الكويت هي أول دولة تطلق إذاعة القرآن الكريم بدول البلقان مستذكرا لقاءه وأعضاء اللجنة بسمو ولي العهد، الذي أشاد بعملهم قائلا: «أحسب وأعتقد أن هذه الأعمال التي تقوم بها الكويت والكويتيون هي من أسباب حفظ الله لهذا البلد الطيب».

لماذا ألبانيا؟

البلقان شبه جزيرة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لقارة أوروبا تصل مساحتها لحوالي 728.000 كم مربع وعدد سكانها يزيد على 53 مليون نسمة، وتاريخها حافل بالحروب والثورات والغزوات والصراع بين الأمم ولهذا السبب يربط مسمى البلقان بالعنف والصراع الديني والتطهير العرقي، وعاصمة ألبانيا تيرانا، وعدد سكانها حسب إحصائية 2010 بلغ 2.986.952، والديانات المنتشرة بها هي الإسلام وتمثل 70 في المئة ومسيحيون أرثوذكس يشكلون 20 في المئة، ورومان كاثوليك ونسبتهم 8.09 في المئة، و بكداشيون بنسبة 1.27، ومسيحيون بروتستانت بنسبة 0.6 في المئة، وانجليون بنسبة 0.1 في المئة، وآخرون بنسبة 0.6 في المئة، وعاصمة كوسوفو برشتينا، وعدد سكانها حسب إحصائية 2007 وصل إلى 2.100.000 نسمة، ونسبة المسلمين منهم 90 في المئة و10 في المئة من الصرب وقوميات أخرى.

دعم الفضيلة ومحاربة الرذيلة.

تعمل الإذاعة على نشر كتاب الله بين المسلمين عملاً بقوله تعالى «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك»، حفظ كتاب الله عملاً بقوله «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»،هداية غير المسلمين من خلال معجزات القرآن الكريم وحقائقه العلمية عملاً بقوله تعالى «إن هذا القرآن يهدي للتي هو أقوم» ومن خلال سماعة،فتح باب الصدقة الجارية وتوريث العلم النافع لأهل الخير الطامعين في رضوان الله وثوابه، توحيد صفوف المسلمين في دول البلقان، تعريف وتبصير المسلمين بتعاليم الإسلام ومبادئه السامية، ترسيخ الهوية الإسلامية لدى المسلمين الذين يتعرضون لحرب فكرية التي تهدف إلى تغريبهم، دعم الفضيلة ومحاربة الرذيلة.

19 ساعة أسبوعيا.

المحطة هي الأولى والأكثر تأثيراً في نشر الدين والثقافة الإسلامية، وهي عندما تجذب مستمعين جددا تأتي بنتائج مقاسة وتنشر دروسا مفيدة، لا توجد وسيلة الكترونية أو طريقة أخرى تستطيع أن تأتي بمستمعين كثر مثلما تستطيع الإذاعة، المستمعون يقضون أكثر من 19 ساعة كل أسبوع في الاستماع.

تاريخ إسلامي وسيرة.

تعمل الإذاعة على بث آيات القرآن الكريم ومبادئ الإسلام ومحادثات وحوارات بين المستمعين وبين المتعلمين الشريعة، إضافة إلى بث الفتاوى باللغة الألبانية من أئمتنا، وبرامج تربوية تتركز على جيل الشباب وإثارة موضوعات المشاكل التي يواجهها الشباب يوميا في المجتمع، وبرامج خاصة أثناء المناسبات، مثل شهر رمضان المبارك والحج والجمعة والأعياد، كذلك بث مقتطفات من التاريخ الإسلامي والسيرة ومقاطع من التفسير.

المصدر: صحيفة الرأي الكويتية.