شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد.. مبادرة متميزة برسالتها واحتفالها ومستقبلها

الاثنين 10 ربيع الثاني 1435هـ 10 فبراير 2014م

يحضر الواحد منا كثيرا من المناسبات الشخصية والعامة، مجاملة وأحيانا واجبا، وعندما تحضرها تحس بالملل والسأم وتتوق إلى اللحظة التي تنتهي فيها هذه المناسبة لتغادر القاعة، بينما بعض المناسبات على عكس ذلك، تفرح بها حال تلقيك دعوتها حتى لو كنت ستسافر إليها، وتسعد بحضورها، وتستمتع وأنت على كرسي قاعتها.

من هذه المناسبات مناسبة الاحتفال الأول لجائزة إعمار المساجد التي أنشأها الشيخ عبداللطيف الفوزان رجل الأعمال والخير بالمنطقة الشرقية وأحد أركان أسرة الفوزان المباركة. هذه الجائزة تم تأسيسها لأهداف نبيلة سامية لخدمة أغلى منازل الدنيا، بهدف التحفيز على تميزها، بناء وجمالا لأداء الرسالة والدعوة إلى الله، بالحكمة والموعظة الحسنة.

من جوانب توسيع مجالاتها ما أبانه عبدالله الفوزان عضو اللجنة التنفيذية للجائزة عن إنشاء مركز بحوث في عمارة المساجد وتطوير مرافقها

وقد كان حفلها الأول بالدمام متميزا، كما هو هدف ورسالة هذه الجائزة، بتنظيمه العالي جدا، والذي تم إعداده بإتقان لكل خطوة منه، وكان متميزا بفقراته وكلماته، بدءا باستقبال المدعوين بنداء الله أكبر، الذي تصدح به بيوت الله خمس مرات كل يوم، ثم مميزا بالكلمات التي ألقيت فيه، بدءا من كلمة “دينمو” هذه الجائزة ذي الفكر الواعي والخلق الكريم الأستاذ عبدالله بن عبداللطيف الفوزان، حيث ألقى كلمة مختصرة وافية، أوضح فيها بجلاء هدف الجائزة وغاية مؤسسها من إنشائها، ثم كلمة د. صالح الهذلول رئيس لجنة تحكيم الجائزة التي شرح فيها دقة المعايير عند اختيار المسجد الفائز، ثم جاءت كلمة الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء الجائزة الذي جاء من توفيق الله لسموه اختياره رئيسا لمجلس أمنائها، ليعطيها مع الأعضاء من فكره وحماسه واهتمامه بالعمارة والتراث، ثم جاء شيخنا ذو الصوت الرخيم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس بكلمة ضافية أوضح فيها رسالة المسجد وجهود الدولة بإعمار الحرمين الشريفين وبيوت الله ومكانة هذه الجائزة وقيمتها، ثم تم اختتام الحفل بكلمة راعي الحفل الأمير الفاضل سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، الذي كان الداعم الأول والميسر لانطلاق هذه الجائزة من مشرق الخير والنماء حتى تجسدت على أرض الواقع، كأول جائزة، ليس في بلادنا فحسب بل في جميع العالم الاسلامي، تعنى بعمارة المساجد، وقد كانت كلمة الأمير سعود بن نايف التي ألقاها مرتجلة بليغة بكلماتها المختصرة، والذي أبان فيها اهتمام خادم الحرمين الشريفين بكل ما يخدم بيوت الله عمارة وصيانة، وأوضح أهمية هذه الجائزة المباركة، ثم آخر مسك فقرات هذه الجائزة إعلان المساجد الأربعة الفائزة وتكريم الأشخاص الذين كانوا خلف تميزها.

وكم سر الجميع عندما تم الإعلان في الحفل عن وقف بقيمة 60 مليون ريال أوقفه مؤسس هذه الجائزة من أجل استمرارها وبقاء رسالتها للأجيال القادمة، لتكون صدقة جارية لهذا الرجل الفاضل بإذن الله، ولعل من الرائع أنه سيتم تطوير هذه الجائزة واتساع أهدافها لتشمل جميع المساجد في العالم، ليضيء إشعاعها إلى كافة بيوت الله في أرجاء المعمورة، انطلاقا من رسالة المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين.

ومن جوانب توسيع مجالاتها ما أبانه عبدالله بن عبداللطيف الفوزان عضو اللجنة التنفيذية للجائزة عن إنشاء مركز بحوث في عمارة المساجد وتطوير مرافقها، اتساقا مع آخر تطورات العصر في الهندسة والعمارة، وهذا هدف عظيم لكيلا يقتصر هدف الجائزة ورسالتها على تشجيع عمارة المساجد فقط، بل يمتد ذلك إلى أهداف سامية أخرى ولاكتمال رسالتها.

وبعد،، هذا الوطن وطن المبادرات ومنبع الضياء ومن هنا جاءت هذه المبادرات المباركة من منبع الإسلام لتضيء قناديلها أركان الأرض ولتقدم رسالة هذا الدين بسماحته واعتداله ودعوته إلى الله بالحسنى من خلال بيوت الله التي كانت منطلق الإشعاع الحضاري للمسلمين وغيرهم منذ أن جاء المصطفى بشريعة الإسلام لتنقل الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن التمزق إلى الوحدة ومن الظلام إلى النور.

ختاما هذه الجائزة تجيء توأما لبرامج الفوزان لخدمة المجتمع او بالأحرى توأما لمؤسسة الفوزان الخيرية الاجتماعية ومبادراتها غير المسبوقة كمشروع إطعام ومشروع كساء ومشروع ارتقاء وغيرها، إن هذه المؤسسة الاجتماعية الخيرية المتكاملة تريد ان تقدم برامج مميزة كما قال رئيس مجلس أمنائها الأستاذ عبدالله الفوزان بمبادراتها، حفظ الله وطن الخير ومبادراته الرسمية والاهلية.

المصدر: صحيفة اليوم السعودية.