الأحد 15 جمادى الأولى 1435هـ 16 مارس 2014م
غالباً ما تواجه الجمعيات الخيرية مشكلة في مصادر تمويل أنشطتها، وهذا ما يجعلها تقف عاجزة عن القيام بواجبها، الذي انشئت من أجله، لا سيما وأنها تعتمد بشكل كبير على تبرعات المحسنين، وهي- بلا شك – مصادر غير ثابتة مما جعل الجمعيات الخيرية تبحث عن سبل أخرى لتمويل برامجها، على أن تكون مصادر ثابتة فتوجهت لبناء الأوقاف الاستثمارية التي يخصص ريعها لدعم أنشطة وبرامج الجمعية.
وللوقف ما يميزه عن غيره وذلك بعدم محدوديته واتساع آفاق مجالاته، والقدرة على تطوير أساليب التعامل معه فيما يخدم الهدف الذي انشئ من أجله.
الاستدامة المالية
يقول الدكتور عدنان بن أحمد البار رئيس جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية: أقل من عشر سنوات هوعمر هذه الجمعية المباركة وعطاءاتها في تنام مطرد -ولله الحمد-، لا يفوقه سوى طموحاتنا اللا محدودة في سباقنا مع الزمن الذي تلاحقنا فيه حجم وشدة احتياج الناس لمثل هذه الخدمات، العزيمة صلبة والآمال معقودة على أصحاب الأيادي البيضاء من أهل المهنة أطباء وغيرهم، وأهل المنحة من ذوي العطاء قل أوكثر، وبهذا وذاك تستمر المسيرة وتحل البركة وتتضاعف الثمرة ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))، وفق الله الجميع، وأعانهم على كل خير.
بعدما أصبحت الجمعيات الخيرية تواجه صعوبات مالية، اتجهت الى البحث عن سبل أخرى؛ لتمويل برامجها على أن تكون مصادر ثابتة، فتوجهت لبناء الأوقاف الاستثمارية
وتقدم جمعية زمزم الكثير من الخدمات ومن برامجها: برنامج رعاية الأمومة والطفولة وبرنامج العلاج الخيري وبرنامج العيادة المتنقلة والقوافل الطبية وبرنامج الصيدلية الخيرية وبرنامج زيارة المرضى، وبرنامج صحة الفم والأسنان، وبرنامج الأجهزة والمستلزمات الطبية وبرامج التوعية الصحية.
وكما نعلم ما تمثله الاستدامة المالية لاستمرار خدمات وبرامج الجمعيات الخيرية للفئات المستهدفة والمستفيدة وبنظرتنا السطحية نرى نمو أوقاف الجمعيات الخيرية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك النمو إﻻ أنه لم يصل للمستوى المتواكب مع حجم الجمعيات وخدماتها وبرامجها.
عقبات امتلاك الوقف
وﻻ زالت الجمعيات تقابل الكثير من العوائق في امتلاك اﻷوقاف من أهمها عدم وجود جهات استشارية متخصصة في اﻷوقاف، حيث تتباين الجمعيات السعودية في امتلاك اﻷوقاف، فبعضها تمتلك اﻷوقاف بشكل تقليدي بعيد عن لجان ومجالس متخصصة، والبعض الآخر من خلال مجالس متخصصة تجمع ما بين المشايخ والعقاريين والهندسيين، وأخرى من خلال جهات تقوم بمثابة الوكيل لأملاك اﻷوقاف وإدارتها بشكل تطوعي خيري أو بمقابل.
ومن الأمثلة المتميزة في امتلاك اﻷوقاف بالمملكة جمعية زمزم الخيرية.
أوقاف جمعية زمزم
سعت جمعية زمزم لتفعيل الأوقاف بما يساهم في تفعيل آفاق العمل الخيري التنموي وضماناً لاستمرار موارد الجمعية لتقديم خدماتها من خلال تأمين الموارد المستديمة الثابتة، فقد صدر قرار من مجلس إدارة الجمعية بتشكيل لجنة للاستدامة المالية في الجمعية، تعنى هذه اللجنة ببحث وتخطيط وتنويع واستدامة الموارد في الجمعية من خلال زيادة الاستثمار في الموارد الثابتة، ولضمان استمرارها في تقديم الخدمات لذوي الاحتياج، بالإضافة إلى العمل على تنمية الموارد الحالية للجمعية بما يخدم طموحها في النمو في خدماتها ولتحقيق هذا الهدف فقد شرعت الجمعية في تكوين سلسلة من الأوقاف باسم أوقاف زمزم الصحية.
حيث بدأت جمعية زمزم في امتلاك الاوقاف منذ عام 1428هـ، ونظرتها في ذلك ايجاد مشروع يدر دخلاً ثابتاً للجمعية ويعود هذا الدخل لسد حاجة المرضى الفقراء من علاج وخلافه ويحقق الاستقرار المالي للجمعية، وزيادة الاجر للداعمين، بدأنا في تطبيق مشروع الاستدامة والذي يمثل جزءا منها كهدف استراتيجي وإيجاد مصادر دخل ثابتة متمثلة في الأوقاف.
وقد وصلت جمعية زمزم في عدد اﻷوقاف -ولله الحمد- إلى ما يقارب الـ 8 أوقاف موزعة بين مدينة مكة المكرمة ومدينة جدة.
أهداف برنامج أوقاف زمزم الصحية: المساهمة في تغطية تكلفة الحالات المرضية للمرضى الفقراء، وتغطية جزء من مصاريف الجمعية والمساعدة في وضع الخطط المستقبلية للبرامج الصحية وعوامل دعمها وتطويرها من خلال إيرادات واضحة وثابتة وإيجاد فرصة للراغبين في المساهمات الوقفية الخاصة بالمرضى الفقراء (الوقف الصحي)، واستمرار تقديم الخدمة العلاجية المجانية لذوي الاحتياج. زيادة الموارد الثابتة في الجمعية وتحقيق الاستدامة المالية.
دعم المؤسسات المانحة ورجال الأعمال
ومن الجمعيات المتخصصة في رعاية الأيتام في المملكة، جمعية نجران، وهي فكرة وخاطرة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وتتخصص في رعاية الأيتام في منطقة نجران بمحافظاتها.
وقال مدير الجمعية ناصر آل سلطان: إن الجمعية تعتمد في مواردها على التبرعات من فاعلي الخير، عبر جميع الوسائل المتاحة وأهمها مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة لدعم وزارة الشئون الاجتماعية ودعم المؤسسات المانحة ورجال الأعمال، وتمتلك الجمعية حالياً وقف اليتيم 1، وهناك تصور لإعداد الخطة الاستراتيجية للجمعية، وفيها ما يتعلق بالأوقاف، وقد صدر قرار مجلس الإدارة بالموافقة على شراء وقف اليتيم 2 بقيمة 7 ملايين ريال، بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وآلية امتلاك الوقف اﻻول بعد قناعة المجلس بأهمية وجود وقف يسهم في تعزيز موارد الجمعية واستمرارها تمت الكتابة للوزارة؛ ﻷخذ اﻹذن، ثم اختيار الوقف المناسب، ثم تسويقه وتركز التسويق على التعريف بالجمعية من خلال القنوات الفضائية، وكذا الكتابة للمؤسسات المانحة والشركات والجمعية لديها لجنة للأوقاف والاستثمار مكونة من بعض أعضاء مجلس اﻹدارة، وهناك لجنة استشارية مكونة من عدد من أهل الخبرة في مجال العقار والاستثمار تدعم اللجنة بالدراسات والاقتراحات.
والنشاط العقاري في منطقة نجران جيد، وهناك فرصة جيدة ولا يمنع من امتلاك أوقاف في مناطق أخرى، حسب الفرص والعوائد المناسبة التي تدعم الجمعية.