الأحد 8 محرم 1438هـ الموافق 9 أكتوبر 2016م
أكد رئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بمجلس الغرف السعودية بدر بن محمد الراجحي أن تطور الأوقاف بالمملكة مرتبط ارتباطًا كبيرًا بإطلاق هيئة الأوقاف.
وشدد على أن السبب في ضعف الاستثمار في مشاريع الأوقاف في المملكة يرجع إلى عزوف كثير من رجال الأعمال عن الدخول في هذا المشروع الخيري نتيجة عدم المرونة وتأخر بعض القضايا التي تخص الأوقاف رغم الجهود الحثيثة لوزارة العدل في المساهمة بسرعة النظر فيها وتخصيص قضاة لهذه الأوقاف.
وزاد: ننتظر المزيد من الدعم بإذن الله تعالى لتفعيل هذا المشروع العملاق فالرقابة على مشاريع الأوقاف تحتاج للمزيد من العناية والتعاون المشترك من قبل الجهات الحكومية المختصة للمساهمة بنجاح توجهات الدولة في دعم الأوقاف ومشاريعها لتفادي العزوف من قبل كثير من رجال الأعمال ومن أصحاب الثروات الذي ساهم في خفض المبالغ المستثمرة .
وأكد الراجحي أهمية الاستعانة ببيوت الخبرة قبل البدء في تأسيس الوقف والحرص على استشارة أصحاب الخبرة قبل إثبات الوصايا والوقف، فضلاً عن أهمية اعتماد برامج الحوكمة المؤسسية في إدارة الأوقاف، لافتًا إلى أن تنوع الأوقاف ما بين العقارات والأسهم والفنادق والمزارع يُقلل كثيرًا من المخاطر ويمنح الوقف عوامل الديمومة.
جاء ذلك خلال حديث الراجحي، في اللقاء الثالث لديوانية الأوقاف، الذي عقدته غرفة الشرقية ممثلة في مركز المسؤولية المجتمعية مساء الأربعاء وشهد حضورًا كثيفًا من رجال أعمال المنطقة الشرقية وقضاة ومهتمين ومتخصصين في مجال الأوقاف.
حيث استعرض الراجحي عدداً من المحاور من أهمها الشركات الوقفية تحدث فيها عن ثلاثة أنواع يمكن أن يتم تأسيس الشركات الوقفية بها، وتطرق إلى نظام الشركات الجديد واستثماره في تأسيس الأوقاف .
وأكد أن الهدف من تأسيس الشركات الوقفية هو أن يقوم الوقف بعمليات الاستثمار بنفس تجاري مثله مثل الشركات التجارية.
ثم تطرق الراجحي بعد ذلك إلى صك الوقفية ودوره في تطوير الوقف واستعرض عدداً من القضايا المهمة في هذا الموضوع وبيَّن أن صك الوقفية للوقف يماثل عقود التأسيس في الشركات وأن له دوراً كبيراً في المحافظة على الوقف وديمومته واستمراره وتنميته، وأرجع سبب تعطل كثير من الأوقاف إلى الصكوك القديمة التي لا تحمل فكراً استشرافياً يجعلها تواكب مستجدات العصر خاصة في مجال الإدارة والتشغيل والاستثمار والمصارف الخيرية.
واستعرض بعد ذلك تجربة أوقاف الشيخ محمد الراجحي – رحمه الله – التي تعد إحدى التجارب الوقفية المميزة وإن هذه التجربة لم تكن وليدة الساعة وإنما مضى عليها أكثر من 21 عاماً منذ تأسيس أول وقف في عام 1415هـ ثم بعد ذلك تتابعت الأوقاف التي أسسها حتى بلغت أكثر من 21 وقفاً منجزاً في مختلف مناطق المملكة.
وبين الراجحي أن التجربة في الوقف العام حققت نتائج مشرفة وكبيرة في مختلف المجالات التنظيمية والإدارية والتشغيلية والاستثمارية والخيرية، كما استعرض الراجحي الإنجازات التي تحققت في المجال الزراعي وبيّن أن الأوقاف تملك مزارع تعد من أكبر مزارع النخيل في العالم إذ يبلغ عدد النخيل قرابة 25 ألف نخلة تنتج أفضل أنواع التمور في العالم، كما زادت أعداد النخيل بنسبة 45%.
كما أوضح الراجحي أن الأوقاف أسست أكبر مركز لأبحاث النخيل في العالم ويعد الأول من نوعه في هذا المجال وحقق نتائج كبيرة انعكس أثرها على مستوى جودة الإنتاج، وأن الأوقاف حصلت على براءة اختراع عالمية في مجال سوسة النخيل وأنها حققت نسبة نجاح 100%.
وأضاف: استطاعت الأوقاف في مجال العمل الخيري أن تحقق قفزات نوعية تتمثل في اعتماد آلية المنح الاستراتيجي الذي يعتمد على تبني مشاريع ومبادرات نوعية والعمل في مجالات مهمة تسهم في التنمية وتحقق مبدأ الأعظم أجراً والأكثر نفعاً .
وفي ختام اللقاء قدم الراجحي شكره للغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية ومجلس إدارتها ولجنة الأوقاف بالغرفة وثمن لهم هذه الدعوة مشيداً بالجهود التي تبذلها اللجنة في مجال نشر ثقافة الأوقاف وتنميتها وتطويرها.
من جانبه رحب عضو لجنة الوقف بغرفة الشرقية الشيخ راجس الدوسري برئيس لجنة الأوقاف ومشاركته في اللقاء الثالث لديوانية الأوقاف بالغرفة وبما طرحه من فكر نير وخبرة طويلة في مجال الأوقاف وعرض خبراته الطموحة في سبيل نشر ثقافة الأوقاف لدى المجتمع وبخاصة رجال الأعمال.
وفي نهاية اللقاء قام عضو مجلس الإدارة بغرفة الشرقية، نايف القحطاني، بتقديم درع تذكاري لرئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بمجلس الغرف السعودية، بدر بن محمد الراجحي.