“الحوكمة” و”التجارب الرائدة” تعززان تجربة “سليمان الراجحي” الوقفية
غرفة الرياض لـ”سبق”: ندعم اقتراح تأسيس كيانات وقفية تجمع أكثر من رجل أعمال
تصوير: عبدالملك سرور: دعا الشيخ سليمان الراجحي رجال الأعمال إلى المبادرة بتأسيس أوقاف خيرية خاصة بهم، وقدَّم اقتراحًا للغرفة التجارية بالرياض بأن تجمع 5 أو 100 رجال أعمال، وتشجعهم على تأسيس شركة وقفية تجمعهم.
وقال خلال لقاء بغرفة الرياض بعنوان “تجربة سليمان الراجحي مع الوقف”: إن الوقف تطوَّر كثيرًا عن الماضي، وأصبح ذا فكر وذا منهجية. داعيًا الموقفين إلى تسجيل الأوقاف تسجيلاً رسميًّا؛ حتى لا تضيع الحقوق، ويُفرَّط في الأمانة.
وأضاف بأنه لا بد من ألا يجمع مجلس الأوقاف الأولاد فقط، بل يشمل العلماء والخبراء، وأن ينظَّم تنظيمًا يقبل التطوير والتطوير والتطوير، على حد وصفه. مؤكدًا أهمية أن يكون الوقف يخدم الوطن والمواطن، وأن يكون وفق أنظمة الدولة واشتراطاتها.
وبيَّن “سليمان الراجحي” أنه لا بد من بقاء الأصول ثابتة، وألا يصرف على المشاريع الخيرية وأوجه الصرف إلا من الأرباح فقط؛ لأن الأصل يجب أن يكون ثابتًا؛ لتنتفع به الأمة، على أن ينظر بعناية إلى المحتاجين من الأرامل والأيتام بوساطة علمية موثوقة، تعطي لمن يستحقها.
وقال إنه ينظر إلى تجربته مع الأوقاف بأنها تجربة جيدة ورائدة، وأنها حافظت على الأصول “ولا نصرف من أصل الوقف لا قليلاً ولا كثيرًا، وإنما نصرف من أرباحه – ولله الحمد -، ومتى ما كانت الإدارة بطريقة احترافية وأمينة بفكر تجاري متوازن فإن الوقف يبقى مدى الحياة، سواء كان الموقف موجودًا أو غير موجود”.
وأوضح أننا مستعدون لكل من يريد الاستفادة من تجربتنا بأن يمرَّ عليه للاستفادة من الكتيبات والمطبوعات، وجميعها – ولله الحمد – موثقة، ويمكن الرجوع إليه لكل من أراد نقل التجربة أو جزء منها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوقاف سليمان بن عبدالعزيز الراجحي زياد الحقيل: إن نجاح تجربة الشيخ سليمان الراجحي اعتمد على تبني أنظمة قوية مع استخدام الأسلوب التجاري.
وأضاف بأن ما أكدته التجربة هو أمران مهمان، هما استخدام “الحوكمة” في جميع تعاملات الشركات الوقفية التابعة للوقف الأم، التي تعمل كل واحدة فيها بشكل مستقل. والأمر الثاني هو الاستفادة من التجارب المحلية والدولية في مجال الوقفية.
وأوضح أن من أهم التجارب التي تمت الاستفادة منها تجربة شركة صافولا السعودية، وتجربة وقف “ويلكم” البريطاني؛ إذ عقدنا معهما أكثر من 26 لقاء للاستفادة منهما، ومن معاييرهما، وكذلك تجربة هارفيلد والكنيسة البريطانية.
من جانبه، أوضح لـ”سبق” رئيس الغرفة التجارية بالرياض أحمد بن سليمان الراجحي أن الغرفة تتابع مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتفعيل دور الهيئة العامة للأوقاف، التي لم تبدأ عملها بشكل فعلي. والغرفة متحفزة لدعم الأوقاف، والهيئة ستكون المظلة الرسمية لها.
وعن دعوة الشيخ سليمان الراجحي لتبني وقف، يضم خمسة أو عشرة رجال أعمال، تحت غطاء الغرفة التجارية، قال: هي توجُّه ندعمه، وإن التكتل الذي تم اقتراحه سيكون مفيدًا جدًّا من حيث تعظيم رأسمال الوقف؛ وبالتالي يكون حجمه والاستثمار فيه كبيرًا، ونفعه أكبر.
فيما قال رئيس لجنة الأوقاف بغرفة الرياض عبدالله العجلان لـ”سبق”: إن الصندوق الوقفي الذي وقعته غرفة الرياض مع وزارة الإسكان أخيرًا تبلغ قيمته عشرة مليارات ريال، وذلك في أول شراكة من نوعها لتأسيس إسكان ميسر لذوي الدخل المتوسط وما دون.
وأشار إلى أن لجنة الأوقاف ستطلق ملتقى عن تجارب الأوقاف، سيتحدث فيه عدد كبير من المختصين العالميين للحديث عن تجاربهم الدولية، إضافة إلى تأسيس شركات وقفية جديدة، إضافة إلى جائزة سنوية لأفضل التجارب الوقفية.