قليلون هم مَن يحملون همًّ الوطن والمجتمع والناس، يفكرون بطريقة إبداعية خارج الصندوق فتأتي النتائج متفردة .. أتحدث عن مؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي الخيرية “وريف الخيرية” التي تأسست عام 1433هـ بموجب قرار مجلس إدارة المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ليتم تسجيلها ضمن الجمعيات الخيرية وإكسابها الشخصية الاعتبارية في عام 1436هـ بقرار من معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية، ليبدأ عمل الفريق التنفيذي للمؤسسة في منتصف عام 1438هـ، وكان من أولويات العمل استقطاب الكفاءات المؤهلة، للمساهمة في نهوض المؤسسة وتطورها وضمان استدامتها من خلال محاور ثلاثة هي: المشاريع، والأنشطة، والبرامج.
ومنذ إنشائها ومؤسسة وريف الخيرية تسعى لإنجاز المشروع تلو الآخر، تسابق الزمن لتحقيق رؤيتها ورسالتها، حيث بلغت مشاريعها 9 مشاريع، لتقدم خدماتها في واحد من أنبل المجالات الخيرية وهو المجال الصحي.
وتسعى “وريف” وفق رؤية عميقة لأن تكون مؤسسة خيرية رائدة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، وفق رسالة نبيلة، لتقديم خدمات الرعاية الصحية في المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بالإسهام في رفع المعاناة عن المرضى وعائلاتهم، وتمويل الأبحاث، والمشاركة في رفع مستوى الوعي في المجال الصحي.
كما أن لمؤسسة وريف الخيرية دوراً بارزاً في تنمية الأوقاف الطبية بالتعاون مع المؤسسات المحلية والعالمية الرائدة، وكان لها قصب السبق في ظهور منتج الصناديق الوقفية بالتعاون مع شركة الإنماء للاستثمار، وهو ما مثل رؤية جديدة بعيدة المدى، لتطوير سنة الوقف في شكل منتجات استثمارية عصرية تواكب التطور وتوفر فرص الوقف لأفراد المجتمع، وتلبي حاجات مؤسسات القطاع الثالث من خلال استثمار أموال الصناديق الوقفية في مختلف أوجه الاستثمار، ومن ثم صرف عوائدها الدورية في مشاريع تلك المؤسسات لخدمة المحتاجين.
والصناديق الوقفية التي أجازتها الهيئة العامة للأوقاف وأقرتها هيئة السوق المالية، وبدأتها مؤسسة وريف الخيرية، تضمن الجودة والشفافية والمنافسة والكفاءة في إدارتها، وتتيح للجميع الإسهام في الأوقاف كل على قدر طاقته ورغبته، وهي أحد قنوات الاستثمار التي توسع قاعدة المشاركين في الأوقاف، وتعطي القائمين عليها مرونة وقدرة لضمان الاستدامة المالية. وعلى كل مؤسسات القطاع الثالث الاقتداء بمؤسسة وريف الخيرية والاستفادة من تجربتها، والتفاعل مع أدوات العصر الاستثمارية، لتكون قادرة على النهوض بمسؤولياتها الاجتماعية وتطوير خدماتها وتلبية حاجات المستفيدين منها، بدلا من الاعتماد بشكل كامل على الدولة في تمويل أنشطتها وبرامجها .
ولا شك أن بدايات مؤسسة وريف الخيرية كانت مشجعة، وحققت في سنوات قليلة إنجازات كبيرة مقارنة بعمرها القصير نسبيا، وأصبحت الآن بفضل من الله تعالى ثم بفضل دعم الحكومة الرشيدة والقطاع الخاص وفريق عملها الاحترافي، مؤسسة مانحة ولها روافد مالية تمكنها من تحقيق الاستدامة المالية، وتطوير برامجها ومشاريعها تحت مظلة المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.
المصدر: صحيفة المواطن الاكترونية