ما هو “سهم النور الوقفي”؟ وهل تنصحوننا بالمساهمة فيه؟
السؤال
الوالدة تريد أن تشترك في سهم النور ما رأيك ؟ هل تظن أن الاستثمار سيكون عن طريق فوائد ربوية ؟
المفتي
موقع الإسلام سؤال وجواب
الجواب
الحمد لله
أولاً: “سهم النور” هو مشروع خيري وقفي ، يُعنى بنشر كتاب الله تعالى في العالَم ، بقراءاته ، وترجماته ، ونسبة “النور” في اسم المشروع عائدة على كتاب الله تعالى ، حيث وصفه الله بالنور في مواضع ، منها قوله تعالى : (وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الشورى/ من الآية 52 ، وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) النساء/ 174 . وقيمة السهم (120) دولاراً ، يٍُستثمر 75 % منه في مشاريع استثمارية ، ويغطى بالباقي مصاريف التشغيل والدعاية والإعلان . ويقوم على هذه المشروع نخبة من العلماء ، والدعاة ، والقادة ، وأصل الفكرة رائع ، وهو مشرع عالمي كبير . ثانياً : أما بخصوص قنوات استثمار أموال الوقف : فقد قال القائمون على المشروع : إنها قنوات استثمار شرعية ، وقد نصوا على ذلك ، ومن ذلك قولهم – كما في الموقع – : “أحيل ملف الاستثمار إلى إحدى الشركات المالية ، المتخصصة ، والموثوقة ؛ لضمان المحافظة على الأصل ، وتحقيق معدلات ربحية عالية ، تحقق شرط الواقف ، بتوفير المصحف ، وتوزيعه ، مع وجود فائض احتياطي لمواجهة أي تقلبات في الأسعار ، أو التضخم المالي ، ونحو ذلك” انتهى . وقالوا – أيضاً – : “لا يتوفر لدى المشروع لجان رقابة شرعيَّة ، لكنه وعوضاً عن ذلك عمِل على تأسيس نظام رقابي شامل ، يوفر للمشروع درجة أعلى من الرقابة الشرعية المستدامة ، ويتمثل هذا النظام فيما يلي : 1. وجود عدد كبير من العلماء ، والفقهاء ، وأصحاب الرأي في المسائل الفقهية ( وبخاصة الاقتصادية منها ) في المجلس التأسيسي للمشروع . 2. وجود أعضاء متخصصين في الاقتصاد الإسلامي في مجلس النظار . 3. توفر لجان رقابة شرعية لدى الجهات التي تقوم على استثمار أموال المشروع . 4. وضع العديد من السياسات ، والضوابط الشرعية المتعلقة بمسائل الاستثمار . 5. تعامل المشروع مع الجمعيات الخيرية ، والهيئات ، والمؤسسات التي يتوفر لدى الكثير منها لجان رقابة شرعيَّة” انتهى . وهذا كله كلام حسن ، وبقى أن يرى ذلك منهم عمليّاً ، ولم يحن وقت ذلك بعدُ . فمن رأى أن القائمين على المشروع أهل لأن يوثق بهم : فليساهم فيه . ومن أراد أن يقوم بذلك بنفسه ، فالأمر إليه ، ومشاريع الخير كثيرة لا تُحصى ، ويستطيع من أراد نشر الخبر بكل سهولة في أي بلد إسلامي ، أو غير إسلامي أن يشتري بنفسه مصاحف ، ويقوم بتوزيعها بنفسه ، أو يوكِّل جهات موثوقة ، وجمعيات دعوية لتقوم بالمهمة عنه ، ويكون له صدقة جارية ، وعلم يُنتفع به ، وزاداً له إلى الآخرة ، وكل من يقرأ منه حرفاً يكون له فيه نصيب من الأجر . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) رواه ابن ماجه (242) وحسَّنه المنذري في “الترغيب والترهيب” (1/55) ، والألباني في ” صحيح ابن ماجه ” . وانظر جوابي السؤال : (43101) و (69948) . والله أعلم