عبدالله عمر خياط
من قديم التاريخ حظيت مشاريع الأوقاف بعناية الذين يبتغون ما عند الله من الأجر لقاء تنفيذ مشاريع يكون دخلها لصالح أعمال خيرية بحسب وصية فاعل خير.
وقد نشرت جريدة «الشرق الأوسط» بعدد يوم الخميس 28/3/1432هـ تصريحا لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز: أن جمعية الأطفال المعوقين ستحتفل قريبا بوضع حجر الأساس لمشروعي وقفي الأمير سلطان بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز في مكة المكرمة، بحضور أصحاب المبادرة في دعم المشروعين. والواقع أن الخبر مفرح لأكثر من سبب أهمها أن الوقفين ستتم إقامتهما في مكة المكرمة حيث بيت الله الحرام الذي يتضاعف عنده الأجر، كما وأن الوقفين سيعود ريعهما لتمويل مشاريع جمعية الأطفال المعوقين ولهؤلاء ظروف لا يعلم بها إلا الله من حيث الإعاقة والفاقة التي إن لم تحظ بالعناية التي يحرص أهل الخير على أدائها فإنهم سيتحولون إلى بؤساء أو «موتى بلا قبور» كما يقول «سارتر».
وقبل أن أمضي في الحديث عن الوقفين فإنني بكل صدق أشيد بالاهتمام الكبير الذي يوليه سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز بكل ما يتعلق بالأطفال المعاقين، رغم ما يشغله من تتبع للآثار والعمل على حصرها، والحرص على العناية بها لئلا يتعدى عليها مستغل أو غافل، أو يمحو المتشددون أثرها وخاصة بالنسبة للآثار الاسلامية.
وأعود لمشروع الوقفين، والتي أكد سمو الأمير سلطان بن سلمان ضمن خبر «الشرق الأوسط» على اهتمام الجمعية العمومية للأطفال المعاقين، ببرنامج الوقف الخيري وتبنيها لاستراتيجية مؤسسة للأوقاف، تم إقرارها من الجمعية العمومية وانطلقت منذ سنوات كثيرة لتكون مصدرا رئيسيا لتمويل نفقات تشغيل مراكز الجمعية وخدماتها المجانية للآلاف من الأطفال المعاقين سنويا، وأن الجمعية تحرص على تطبيق أعلى درجات الشفافية في سياستها المالية واجراءات الحفاظ على مواردها، سواء من الأوقاف أو من تبرعات أهل الخير.
وكشف رئيس مجلس إدارة الجمعية عن توجه الجمعية لإنشاء مشاريع وقفية جديدة تواكب مشاريعها الخدمية، ومراكزها الأربعة التي يجري الآن إنشاؤها في عدد من المناطق، لتكون الأوقاف بمثابة مصدر دائم وثابت للمساهمة للإسهام في دعم ميزانية تشغيل المركز، وخطط تطوير الأداء بما يتناسب مع مكانة الجمعية وخبراتها ودورها الوطني في التصدي لقضية الإعاقة، وأيضا في إطار رؤيتها المستقبلية للخمس وعشرين سنة المقبلة.
ويذكر أن اللجنة العليا لوقف مكة المكرمة ولجنة أوقاف جمعية الأطفال المعوقين عقدت اجتماعا في مقر الجمعية لاستعراض ما تم إنجازه حول الأفكار المعمارية لمشروع الوقف الخيري الذي تبنته الجمعية، ويقام على الأرض المملوكة لها في مكة المكرمة، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين.
وتم خلال الاجتماع الاطلاع على التصميمات المعمارية لمشروعي وقف الأمير سلطان بن عبد العزيز، ووقف الأمير سلمان بن عبد العزيز اللذين تم الإعلان عنهما مؤخرا وسيقامان على مساحة خمسة آلاف متر مربع في حي العزيزية في مكة المكرمة وتبلغ تكلفة إنشائهما نحو 90 مليون ريال.
وعقب الاجتماع أعرب الأمير سلطان بن سلمان عن شكره وتقديره لأعضاء اللجنة العليا لوقف مكة المكرمة ولأعضاء لجنة أوقاف الجمعية، لما بذلوه من جهد تطوعي مميز في الإعداد لهذا المشروع الوقفي الخيري المتفرد الذي يمثل ضمانة لاستمرارية خدمات الجمعية وتطويرها.
وأعود لما بدأت به من أهمية المشاريع الوقفية بالنسبة لما تقدمه من خدمات للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعلق المجتمع آماله على ذوي اليسار لدعم تلك المشاريع بما يساعدها على أداء رسالتها في تخفيف معاناة الذين لا يسألون الناس إلحافا من معاقين، أو فقراء وأرامل ومساكين بعضهم لا يجد المأوى بل وحتى لقمة العيش يتشوق إليها فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا.