الثلاثاء: 10ربيع الأول 1434هـ 22 يناير 2013م
في اولى ندوات الملتقى الوقفي «تنمية مجتمعية برعاية وقفية» الذي نظمته الامانة العامة للاوقاف تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ، بدأ الملتقى ندوته امس من خلال محاوره الاربعة: ثلاثية الـ «تاء» المجتمعية: تلبية، توعية، تنمية، ودور الوقف في التكامل مع مؤسسات الدولة، والشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المدني وتجارب رائدة عربيا وعالميا في تنمية المجتمع، وتضمنت الجلسة المسائية الاولى ندوة بعنوان «العمل الوقفي.. نظرة عن قرب» وترأس الجلسة الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، وحاضر فيها كل من: د.خالد الضامن، د.عبدالله السدحان، عبر «سكاي بي»، ود.بدر الراجحي، ود.عبدالمحسن الجارالله الخرافي، وتضمنت الجلسة المسائية الثانية ندوة بعنوان «تنمية المجتمع من الرعاية الى الاستدامة» وترأس الجلسة مدير ادارة الاعلان والتنمية الوقفية بالامانة حمد المير، وحاضر فيها كل من: الشيخ محمد حسان، محمد الجلاهمة، ابراهيم مكي وم.غالب القضاة.
وقدم د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي ورقة عمل اكد فيها ان الوقف لم يقتصر على تلبية احتياجات الانسان في المجتمع، بل بلغ الامر الوقف على البيئة والعناية بها، والوقف على الحيوان، وكذلك الوقف على صيانة الترع والانهار ومجاري المياه، واقامة الجسور عليها، والوقف على طيور الحرمين الشريفين ـ مثلا ـ ويمكن اجمال مجالات الوقف قديما في الآتي: الاسرى، الاطباء، ابناء السبيل، البريد، العلماء، المدارس، المساجد، المستشفيات، المقابر، الكتب وطباعتها ونشرها، رصف الطرق وتعديلها، المراصد الفلكية، المساجين وغير ذلك، وهكذا نجد ان مجالات الوقف يمكن ان تشمل: الوقف الديني، الوقف الاجتماعي، الوقف الاعتباري كالوقف على الهيئات والمؤسسات ذات الطابع الخدمي في المجتمع.
وبين علاقة الوقف بالتنمية المجتمعية التي حظيت باهتمام كبير من الفقهاء المسلمين الذين اكدوا انها ليست عملية انتاج فحسب، انما هي عملية كفاية في الانتاج مصحوبة بعدالة في التوزيع، وانها ليست عملية مادية فقط، وانما هي عملية انسانية تهدف الى تحسين حالة الفرد وتقدمه في المجالين المادي والروحي معا، والتنمية او اعمار الارض فريضة على الانسان المسلم وعلى الدولة بمؤسساتها المجتمعية المختلفة ويتجلى بوضوح دور الوقف في التنمية المجتمعية في مجال التكافل الاجتماعي الذي يعني التساند والتآزر والتضامن ومن ثم نجد دور الوقف في تأمين الضروريات او الحاجيات للافراد في المجتمع المسلم، ومن ذلك الاطعام، الكسوة، المأوى، (المسكن) الصحة، العناية بالايتام والارامل اللواتي لا عمل لهن ولا عائل يكفيهم حاجتهن الانسانية.
رعاية أفراد المجتمع
وقدم محمد الجلاهمة نائب الامين العام للامانة العامة للاوقاف للمصارف الوقفية ورقة عمل بعنوان «دور الوقف في حياة الفرد والمجتمع» اوضح فيها ان الكويت سعت الى اعادة تفعيل الدور التاريخي الرائد للوقف الاسلامي، واحياء سنته الحميدة، وتعزيز دوره في رعاية مختلف جوانب الحياة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع وشرائحه، فكان ان انشأت الامانة العامة للاوقاف كمؤسسة تنموية تسعى الى النهوض بالوقف، وتجدد الدور التنموي له من خلال طرح مشاريع تنموية في صيغ اسلامية للوفاء باحتياجات المجتمع، بالاضافة الى حسن انفاق ريع الاموال الموقوفة لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والتنموية التي يفرزها الواقع بما يراعي تحقيق اعلى عائد تنموي اجتماعي ممكن.
وفي ورقته بعنوان دور الوقف في بناء الحياة الاجتماعية وتماسكها اكد د.عبدالله السدحان ان من المبشرات التي يتباهى بها المسلم في العصر الحالي تنامي الاهتمام بالوقف بشكل مستمر ذلك انه المحرك القوي لنهضة شاملة تباشرها الامة الاسلامية عن قريب بإذن الله، ومن تلك المبشرات تتابع الندوات عن الاوقاف وتزايد تناول هذا الموضوع، ولعل مما يبعث الامل في هذه الصحوة الوقفية تجاه الحكومات الى بعثه وليس الافراد فحسب، فما وجود وزارات للاوقاف في حكومات الدول الاسلامية الحالية وقيامها جنبا الى جنب مع الجامعات والمراكز العلمية بعقد الندوات وطباعة الكتب الا مؤشر حي على الرغبة الاكيدة والعزيمة الصادقة على اعادة الوقف الى ماضي عزه وسالف مجده الفاعل في عجلة التنمية الشاملة في الدول الاسلامية.
واوصى السدحان بتكثيف الدعوة نحو اعادة الوقف لموقعه الطبيعي في نهضة الامة الاسلامية بشكل عام، ومن اهم هذه الخطوات: توعية افراد المسلمين بضرورة التنوع في وقف الاعيان وعدم التركيز على نوع معين، والاقتداء بسلفنا الصالح حينما كانوا يتلمسون مواطن الحاجة للمجتمع وما نتج عن ذلك من تطور نوعي في الاوقاف بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلا، اضافة الى تحويل جميع عمليات الوقف من مبادرات فردية الى عمل مؤسسي منظم من خلال انشاء صناديق وقفية متخصصة يندرج ضمنها الاوقاف القائمة حاليا، وما يستجد من اوقاف في اطار واحد تحدده شروط الواقفين، وتساعد مثلا هذه الصناديق على توفير رأسمال كبير.
تجربة اوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي النوعية قدمها د.بدر الراجحي وهو رئيس مجلس ادارة اوقاف محمد بن عبدالعزيز الراجحي وعضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس لجنة الاوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالاضافة لعدة مؤسسات صناعية ووقفية، وتناولت ورقته تجربة اوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي النوعية بالمملكة العربية السعودية.
وقال فيها: تقوم الاوقاف بدور كبير وفاعل في دعم العمل الخيري وتنميته والارتقاء به وتطويره، وذلك من خلال تقديم الدعم المالي لتحقيق الاستدامة المالية التي تسهم في تعزيز مكانة العمل الخيري في المجتمع، وتمكين الجهات الخيرية من ممارسة دورها الفاعل والمؤثر في المجتمع وفي مختلف المجالات، واوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي تعد احد الاوقاف التي لها اسهامات في مجال تنمية المجتمع وخدمته من خلال عمل مؤسسي منظم ومحكم.
المصدر: صحيفة الأنباء الكويتية
http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/355445/22-01-2013