تشهد السعودية مبادرة غير مسبوقة للمزاوجة بين جهود وزارة الإسكان لتوفير السكن للفئات محدودة الدخل، وقطاع الأوقاف في المملكة، والذي يتجاوز حجمه وفق بعض التقديرات 300 مليار ريال.

وكانت لوزارة الإسكان السعودية مشاركة غير معتادة في مؤتمر يعنى بقطاع الأوقاف في مكة المكرمة. الخبر ليس هنا، بل في مضمون النقاشات والمبادرات التي شهدها المؤتمر.

تسعى السعودية إذاً للمزاوجة بين الأوقاف ووزارة الإسكان لتقديم حلول عملية وسريعة لتمكين شرائح أوسع من المواطنين من تملك السكن، وبدأت بحض طرفي المعادلة على الاجتماع والتفتيش عن رؤى عصرية.

وتمتلك السعودية محفظة كبرى في مجالات الأوقاف، بعضها يعود تاريخه الى بدايات العهد الإسلامي، ولطالما كان للأوقاف دور في سد الحاجات الاجتماعية، لكنها للمرة الأولى تكتسب دوراً في الاستراتيجية الحكومية لدعم الفئات ذات الدخل المحدود. وهذا التحول بدأ يظهر في شكل مبادرات على أرض الواقع.

وشهدت السعودية في السنوات القليلة الماضية إعلانات وقف خيرية تجاوز بعضها عشرات المليارات من الريالات، لكن الأوقاف تشكو من عدم امتلاكها استقلالية إدارية، وخضوعها للوائح تنظيمية تجاوز عمرها 50 عاماً، وقد يمنحها تحالفها مع وزارة الإسكان فرصة للتجديد التشريعي والتنظيمي.