9 صفر 1435هـ 12 ديسمبر 2013م
يبذل القائمون على صندوق الزكاة في الفترة الأخيرة جهودا مكثفة من خلال حملات التوعية لتذكير الناس وحثهم على أداء فريضة الزكاة ولتبيان أهميتها كونها الركن الثالث من أركان الإسلام وهذا بيّن في قوله تعالى:”قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ”(٧) فصلت، وبما أن هدف الحملة التوعوية قد حقق ولو جزئياً بعض الاستجابة المحمودة من أبرار هذه الأمّة إلا أنه لم يلاقي نفس النجاح من قبل الشركات العملاقة العاملة في الدولة بالرغم من استحواذها على امتيازات سخيّة مكنتها من المحاصصة في ثروتنا القومية، بالإضافة إلى إعفاء غالبيتها من ضريبة الدخل، إلا أنها لم توفي إلى ما يمكن اعتباره واجباً أخلاقيا أو أدبيا تجاه المجتمع وذلك من خلال تقديمها لما قد يترتب عليها من زكاة تتناسب بالأرباح الطائلة التي تجنيها من مقدرات ذلك المجتمع بمليارات الريالات، وعلى نفس السياق نجد أن معظم البنوك العاملة في الدولة لم تساهم في أداء زكاتها، وبالرغم من إعلانها عن مراكزها المالية وأرباحها التي وصلت إلى مستويات قياسية عالمياً تتجاوز وبالرغم من تخفيف القيود عليها تجاه تدوير تلك الأموال في السوق المحلية، وبالرغم من عدم إلزامها برفع نسبة المخاطرة لديها، وبالرغم من أن أغلب المودعين لا يستخدمون سوى الحسابات الجارية تجنباً للربا وغيرها من المكتسبات التي تجنيها نظرا لخصوصية المجتمع، إلا أنها لم تبادر في إخراج زكاتها أسوة بالآخرين فنتج عن هذه الظاهرة خروج ما يمكن تسميته طبقة القطط السِمان دون رد للإحسان.