الأربعاء 21 جمادى الآخرة 1437هـ 30 مارس 2016 م
لقد شهدت العقود والسنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بالأوقاف.. اهتماماً لا نظير له في العالم الحاضر، مما أدى إلى نموها نمواً كبيراً، ترك آثاره الإيجابية على جميع مستويات الحياة، مع تعزيز قيم التكافل والتعاون والوحدة بين أفراد المجتمع وبداية تحقيق التطور والتنمية الاقتصادية في البلاد وبين العباد.
حيث استفاد منه جميع ذوي الحاجات من أفراد المجتمع من فقراء ومساكين وأرامل ويتامى ومرضى ومسنين، وطلبة علم وعابري سبيل أو معاقين… بل وأُنشئت أوقاف لتزويج الفقراء وللأيتام، وأخرى للدعوة إلى الله تعالى، وتلك في الإعلام والبرمجيات وغير ذلك..
كما أُنشئت لأجل ذلك وزارات وهيئات، وأُحدثت قوانين تشريعات، وأُجريت أبحاث ومسابقات، وعُقدت مؤتمرات وندوات، وأنجزت بنوك تطوعية ومؤسسات.
ولعنا نكتفي هنا بذكر نموذجين أو ثلاثة فقط حتى لا نطيل في الكتاب، ثم نذكر نماذج أخرى في آخر باب:
فمن ذلك: استمرارية الوقف في المدارس الدينية والفقهية: قال عبد الوهاب بن إبراهيم في كتابه عناية المسلمين بالوقف (ص 25):
” من أشهر المؤسسات العلمية الرفيعة في العصر الحديث دار الحديث الحسنية بالمغرب، ففي عام 1388هـ وقف الحاج إدريس بن الحاج محمد البحراوي قصره الرائع الأنيق على القرآن والحديث”، وقد جاء نص خطابه لدى إعلان الوقفية: إنني أحبس هاته الدار على القرآن والحديث، ولا أريد أن تكون في المستقبل إلا لهاته الغاية، ولا تحول إلى أية غاية أخرى، بحيث تركت الحق للورثة بالرجوع في هذا التحبيس فيما إذا أريد تحويلها عن غايتها “.
وقال الشيخ السباعي في كتابه من روائع حضارتنا (200):
“… ومن أهم المؤسسات الخيرية: المطاعم الشعبية التي كان يفرق فيها الطعام من خبز ولحم وحساء (شُربة)، وحلوى، قال: ولا يزال عهدنا قريباً بهذا النوع من كل من تكية السلطان سليم، وتكية الشيخ محيي الدين بدمشق.
ومن أطرف المؤسسات الخيرية:
وقف الزبادي للأولاد الذين يكسرون الزبادي وهم في طريقهم إلى البيت، فيأتون إلى هذه المؤسسة ليأخذوا زبادي جديدة بدلاً من المكسورة ثم يرجعوا إلى أهليهم وكأنهم لم يصنعوا شيئاً “.
وقد ذكرت سابقاً عدة نماذج عصرية حول الوقف وكيفية الاستفادة منه واستثماره في شتى مجالات الحياة، وذكرت هنالك عدة نماذج وقفية رأيتها بالسعودية لما كنت طالبًا بها هنالك.. وبالله التوفيق.