شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

نماذج من الوقف في الجانب الاجتماعي

75618_180x180.jpg

75618_180x180.jpg

 

الثلاثاء 3 صفر 1436هـ 25 نوفمبر 2014م

توسعت الأوقاف في مرحلة التابعين وأتباعهم لتشتمل على شتى المستويات، ومختلف المجالات:

ففي الجانب الاجتماعي والاقتصادي وقطاع الخدمات: استمر الوقف في هذا الباب وتطور، حتى صار شيئاً مشهورا مُدوّنًا في مصنفات السلف، فقد ذكر الخصافُ في الأوقاف (113): “باب الرجل يبني المسجد.. أو يبني خاناً، أو يجعل أرضه مقبرة، أو يجعل سقاية للمسلمين، وما يدخل في هذا الباب”، وبوب أيضاً (294) باب الوقف في أبواب البر”، ثم ذكر الجهات الموقوف عليها فقال: “في الفقراء والمساكين وابن السبيل وفي المواضع التي يُحتاج إليها، وفي عمل السقايات واحتفار الآبار ونصب الحُباب – الجرة -، أو يُشترى بالغلة أكسية وقطف وثياب يُكسى بها الفقراء، أو في فقراء أهل السجون ببغداد في كل سنة..”.

وقال الشيخ السباعي في كتابه من روائع حضارتنا (199):

“… ولا نستطيع في مثل هذا الحديث أن نعدد أنواع المؤسسات الخيرية كلها، ولكن حسبنا أن نلّم بأهمها”، ثم قال (200):

“… • ومن أهم المؤسسات الخيريةِ بناءُ الخانات والفنادق للمسافرين المنقطعين وغيرهم من ذوي الفقر.

• ومنها: بناء بيوت خاصة للفقراء يسكنها من لا يجد ما يشتري به أو يستأجر داراً.

• ومنها: بيوت للحجاج في مكة ينزلونها حين يفدون إلى بيت الله، وقد كثرت هذه البيوت وعمت أرض مكة كلها، وأفتى بعض الفقهاء ببطلان إجارة بيوت مكة في أيام الحج، لأنها كلها موقوفة على الحجاج.

• ومنها: ما كانت للمقابر يتبرع الرجل بالأرض الواسعة لتكون مقبرة عامة.

• ومنها: ما كان أكفان الموتى الفقراء وتجهيزهم ودفنهم”.

• ومنها: السقايات أي تسبيل الماء في الطرقات العامة للناس جميعاً…

• ومنها: حفر الآبار في الفلوات لسقي الماشية والزروع والمسافرين، فقد كانت كثيرة جداً بين بغداد ومكة، وبين دمشق والمدينة، وبين عواصم المدن الإسلامية ومدنها وقراها، حتى قل أن يتعرض المسافرون في تلك الأيام لخطر العطش.

قال:

“ومن المؤسسات الاجتماعية ما كانت وقفاً لإصلاح الطرقات والقناطر والجسور،… ومنها: المؤسسات الخيرية لإقامة التكافل الاجتماعي. واليتامى ولختانهم ورعيتهم، ومؤسسات للمقعدين والعميان والعجزة، يعيشون فيها موفوري الكرامة، لهم كل ما يحتاجون من سكن وغذاء ولباس وتعليم أيضاً، وهناك مؤسسات لتحسين أحوال المساجين، ورفع مستوى تغذيتهم بالغذاء الواجب، لصيانة صحتهم، ومؤسسات لإمداد العميان والمقعدين بمن يقودهم إليها”.

ومن أمثلة ذلك نذكر ما قاله ابن تغري بردي (1/234):

“وكان الوليد عند أهل الشام أفضل خلفائهم من كونه بنى المساجد والجوامع..، وهو أول من اتخذ دار الضيافة للقادمين، وبنى البيمارستانات للمرضى، وساق المياه إلى مكة والمدينة، ووضع المنابر في الأمصار”.

ومن أمثلة الحبس على سقاية الناس: ما خرج الخصاف (17) عن أبي جعفر أنه حبس مالا على سقي ماء في المسجد”.

المصدر: موقع الألوكة.