الاثنين 19 جمادى الآخرة 1437هـ 28 مارس 2016
وقع صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد رئيس اللجنة التنفيذية لمعرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز «الفهد.. روح القيادة» مساء أمس، اتفاقية بين مؤسسة الملك فهد، وبين جمعية البر الخيرية بالأحساء، بهدف تقديم دعم لأوقاف الجمعية بمبلغ مليون ريال.
وأوضح الأمير تركي بن محمد، أن مؤسسة الملك فهد حريصة كل الحرص على دعم برامج الجهات الخيرية، وتقديم الدعم المناسب لها، حتى تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل، مشيراً إلى أن هذا التبرع سيضمن وجود ريع دائم ومستمر للجمعية، يمكنها من تنفيذ برامجها، وتحسين الخدمات للفئات المستهدفة.
من جهته أكد عبدالمحسن بن عبدالعزيز الجبر نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر في الأحساء، أن ما تقدمه مؤسسة الملك فهد الخيرية من أعمال الخير والبر إنما هو امتداد لأعمال الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله-، الذي حرص طيلة حياته على نصرة المسلمين والدفاع عن حقوقهم والوقوف مع العلماء وبناء المساجد والمراكز الإسلامية في شتى بقاع العالم.
من جهة أخرى، تناولت ندوات «معرض الملك فهد روح القيادة» المقامة حالياً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في نسخته الثالثة مساء الجمعة الماضي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد رئيس اللجنة التنفيذية، جوانب التنمية في عهد الملك فهد -رحمه الله- وحملت عنوان «الفهد صانع التنمية»، حيث كان ضيوف الندوة الإعلامي والباحث د. عبدالرحمن الشبيلي والمهندس خالد الزامل وأدارها الإعلامي قصي بدران.
واستعرض د. الشبيلي، إنجازات وإسهامات وتاريخ الملك فهد في تحديث السلطات الدستورية الثلاث للدولة حاضرة في الأذهان يضاف إليها منهجه الذي تميز به في لقاءاته الدورية المتكررة للحديث إلى طلاب الجامعات ومع المبتعثين ومع أعضاء مجلس الشورى والقيادات الإعلامية لشرح نهجه الإصلاحي في حوارات عامة تبادلية مفتوحة تمتد لساعات.
واشار د. الشبيلي إلى أن بروز نهج الملك فهد –رحمه الله- في السنوات الثلاث الأولى من حكمه الواقعة بين عامي 1983و1985 م حرصه إلى الالتقاء المباشر بطلاب الجامعات في جامعاتهم، وبالطلبة المبتعثين الذين تجمعوا في المدينة الرياضية في جدة فشهدت تلك السنوات لقاءات مفتوحة مطولة تحدث فيها مرتجلاً احاديث تلقائية تطرق فيها إلى جملة مما كان يجول في خاطره من شؤون الوطن ومن الأحداث السياسية المحيطة بالمنطقة، كما كان يلتقي سنوياً مع أعضاء مجلس الشورى في بداية كل سنة شورية وفي الوقت نفسه كان يحرص على عقد لقاءات دورية خاصة مع الصحفيين المحليين ومسؤولي الإعلام وذلك بغرض تزويدهم بالخلفيات السياسية لبعض الأحداث ولتفسير مواقف المملكة نحوها بما يساعدهم على قراءتها بشكل واع عندما تتناولها صحفهم.
وأضاف د. الشبيلي أنه كان من الواضح للكثير من المعاصرين أن الملك فهد –رحمه الله- قبل توليه الحكم وفي اثنائه كان ميالاً نحو الانفتاح والتجديد إلا أن الظروف السياسية التي أحاطت بالبلاد منذ حادثة احتلال الحرم المكي الشريف في مطلع عام 1400 ه (1989م) وما تبع ذلك من تداعيات، ثم حادثة احتلال الكويت بعد عشر سنوات (1990م) وما رافق تلك الأزمة من مخاضات عميقة التأثير في الأوساط الداخلية وعلى المستوى الإقليمي، قد جعلت صياغة النظام تأخذ منحى متحفظاً نسبياً عن أن يأتي بمستوى التوقعات المأمولة مثل مشاركة المرأة، والانتخابات، والرقابة المالية، وكانت تلك الظروف أشبه إلى حد ما بالتحولات التي أحاطت بالبلاد في أعقاب ثورة اليمن وجعلت الملك فيصل المعروف بفكره التقدمي يتبع سياسة حذرة ومتدرجة في تنفيذ منهجه الإصلاحي الذي كان قد اقترحه عام 1962هـ.
وتحدث م. خالد الزامل خلال الندوة، عن رعاية الملك فهد -رحمه الله- لخطط التنمية الاقتصادية، وتوطين الصناعة، ودعمها وتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية التي شهدتها الدولة في عهده الزاهر، مشيراً إلى اهتمامه -يرحمه الله- بتنمية وتطوير الموارد البشرية وتشجيع العنصر البشري السعودي حيث بلغت الكليات التقنية في عهده 24 كلية وعدد الملتحقين بها أكثر من 39 ألف طالب والمستجدين 19.2 ألف طالب، والخريجين 10.1 آلاف طالب، كما أسهم -رحمه الله- في دعم التنمية الصناعية الوطنية من خلال إنشائه للمدن الصناعية والصناديق الحكومية والموانئ والطرق البرية وتحلية المياه، والكهرباء، وكذلك إنشاء مجلس للغرف التجارية، وأوجد نظاما لحماية وتشجيع الصناعات الوطنية وقدم في عهده قروض صندوق التنمية الصناعية، وأقر نظام المشتريات الحكومية، ما ساهم في ارتفاع القيمة المضافة في الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاع كذلك في الصادرات النفطية، وزيادة في عدد المصانع.