شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف

خدماتنا

الاستشارات
ادارة الأوقاف
صناديق العائلة
اثبات الأوقاف
الخميس 16 شوال 1445 / 25-4-2024

هل تظنّ أن المال العام وحده الذي يتعرض للسرقة؟

 

هل تظنّ أن المال العام وحده الذي يتعرض للسرقة؟ 

تركي الدخيل

الأربعاء 21 / محرم / 1431 هـ     6 / يناير / 2010 م

لم تسلم حتى الأموال المخصصة للأمور الدينية، والتبرعات الخيرية، ومؤسسات الأيتام. الأمين العام للمجلس المصري الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور محمد الشحات الجندي ذكر مؤخراً في تصريحات له أن: “أكبر مال تعرض للسلب والسرقة هو مال الوقف، وربما حدثت السرقة في 95% من دول العالم الإسلامي”! مع أن الوقف ليس مالاً سائباً لا ولي عليه، وإنما هو صدقة جارية، فالوقف منفعة حبس أصلها وسبلت منفعتها. 
الشيخ عبدالله بن بيه ذكر أن: “سرقة الوقف تعود في بعض الأحيان إلى أن ثقافة الوقف شبه منعدمة، من الممكن أن تتطور ثقافة الصدقة الجارية، سواء كانت ضمن الأوقاف، أو الوصايا التي يتكفّل بها الورثة”. اعتاد الناس على وضع الوقف في مجالات محددة، ولم يدخلوا فيما يسمى حديثاً بـ”استثمار الوقف”؛ وأعني باستثمار الوقف أن ينفتح الواقف على مجالات استثمار أرحب تمسّ احتياجات الناس ومتطلبات عصرهم، وهذا فقه متطور للعصر، أن نخرج بالصدقات الجارية من الطرق المعتادة. 
قل مثل ذلك في مسائل الوصايا التي درج الناس على تقليد بعضهم البعض فيها، كأن تخصص “أضحية” كل سنة، بينما يستطيع أن يطور من مفهوم الصدقة الجارية الواسع، وأن لا يربطها بشعيرة واحدة ربما تكون عصية على الاستمرارية، وربما وجد ما هو أكثر نفعاً منها. كما هو حال التقاطر على بناء المساجد ـ فهذا العمل رغم فضله ـ إلا أن الناس ـ في بعض الدول ـ لا يعانون من نقص في المساجد، كما يعانون من نقص الأسرّة في المستشفيات مثلاً.
يقول الشيخ سلمان العودة في برنامجه
حجر الزاوية في حلقة خصصها للأوقاف في 20-9-1429هـ: “هناك بالأوقاف ما يسمى بالرعاية الاجتماعية وهذا أيضا جانب مهم جداً، الوقف على الفقراء، والمساكين، والضعفاء، بل المعوقون أيضا؛ فقد كان لهم وقف في التاريخ الإسلامي في المغرب، في مصر، في الشام، في كثير من الأماكن بل أعجب من ذلك أوقاف خاصة للمعتوهين، وأنا لما أقرأ هذا الكلام أقول يا ليت الناس في بلادنا يوقفون للعباقرة ويوقفون للأذكياء ويوقفون للمتعلمين”. 
قلتُ: لئلا يسرق الوقف، ولئلا يتعرض للإهمال، من الضروري الانفتاح على طرق ووسائل جديدة للوقف، نكسر من خلالها الروتين المعتاد، وليصبح الوقف أكثر التصاقاً باهتمامات الناس واحتياجاتهم. تلك هي الأمنية ونتمنى على المسؤولين عن الأوقاف طرحها في برامج التوعية التي يخصصونها. 

المصدر / مباشر نت